دعاوى التعويض تمثل أحد أهم الآليات القانونية في النظام السعودي لحماية الأفراد والشركات من الأضرار الناتجة عن أفعال غير مشروعة أو إخلال بالعقود، فهي تمنح المتضرر الحق في المطالبة بتعويض مالي يعادل الضرر الذي لحق به أو النفع الذي فاته نتيجة ذلك الفعل. تتنوع هذه الدعاوى بين المدنية والجنائية والإدارية والتجارية، وفقاً لطبيعة الضرر والجهة المسؤولة.
يقدم المكتب خدمات استشارات قانونية شاملة ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح شامل ودقيق لمفهوم دعاوى التعويض، مع توضيح أنواع الضرر القابل للتعويض، أركان الدعوى، شروطها، المستندات المطلوبة، خطوات تقديمها، والنصائح العملية لكل من المدعي والمدعى عليه، بما يعكس النظام السعودي بشكل متكامل ويضمن فهمًا واضحًا للحقوق والالتزامات القانونية.
دعاوى التعويض
يُقصد بـ دعاوى التعويض تلك الدعاوى التي يرفعها المتضرر أمام المحكمة المختصة، للمطالبة بإلزام من تسبب في الضرر بدفع مبلغ مالي يعادل الخسارة التي لحقت به أو النفع الذي فاته نتيجة الفعل الضار.
يمكنك التعرف أيضا على: رفع دعوى طلب تعويض
الأساس النظامي
يستند هذا الحق إلى عدد من النصوص القانونية في النظام السعودي، أبرزها:
المادة (163) من النظام المدني السعودي (المرسوم الملكي رقم م/191 لعام 1445هـ) التي نصت على:
“كل من لحقه ضرر من فعل غيره، وكان هذا الفعل غير مشروع، فله المطالبة بالتعويض متى ثبت الخطأ والضرر وعلاقة السببية بينهما.”
كما تؤكد المادة (11) من نظام المرافعات الشرعية على حق المتضرر في اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية أو المعنوية.
وبناءً على هذه النصوص، فإن دعاوى التعويض في النظام السعودي تقوم على ثلاثة أركان أساسية:
- الخطأ: وجود فعل غير مشروع صدر من المدعى عليه.
- الضرر: تحقق أذى فعلي لحق بالمدعي.
- علاقة السببية: وجود ارتباط مباشر بين الخطأ والضرر.
هذه الركائز تُعد الأساس القانوني الذي تبنى عليه جميع دعاوى التعويض داخل المملكة، سواء في القضايا المدنية أو التجارية أو الإدارية.
أنواع دعاوى التعويض
تنقسم دعاوى التعويض في النظام السعودي إلى عدة أنواع رئيسية، بحسب طبيعة الضرر ومصدره، ومن أبرزها:
1. دعاوى التعويض المدني
- تُرفع في مواجهة الأفراد أو الشركات عند وقوع إخلال بعقد أو إلحاق ضرر مباشر بالممتلكات أو الحقوق.
- مثال: تلف سيارة بسبب إهمال طرف آخر أو إخلال مقاول بعقد بناء.
2. دعاوى التعويض الجنائي
- تُقدم من قِبل المتضرر من جريمة معينة، مثل القذف أو الاعتداء أو السرقة.
- يمكن رفعها ضمن الدعوى الجزائية أو بعد صدور الحكم الجنائي للمطالبة بتعويض مدني عن الأضرار الناتجة.
3. دعاوى التعويض الإداري
- تُرفع ضد جهة حكومية إذا تسبّب أحد قراراتها أو تصرفاتها في ضرر لمواطن أو منشأة.
- يختص ديوان المظالم بالنظر في هذا النوع من القضايا.
4. دعاوى التعويض التجاري
- تختص بالنزاعات التي تقع بين التجار أو الشركات نتيجة إخلال تجاري أو تصرف تسبب بخسارة مالية.
- تُنظر هذه الدعاوى أمام المحاكم التجارية وفقًا لأحكام نظام المحاكم التجارية لعام 1441هـ.
وتُظهر هذه الأنواع مدى شمول دعاوى التعويض في النظام السعودي، إذ تغطي مختلف مجالات الحياة المدنية والتجارية والإدارية والجنائية، مما يرسّخ مبدأ العدالة وحماية الحقوق في كافة صورها.
التعويض عن الضرر
في سياق دعاوى التعويض، يُقصد بالضرر كل أذى يصيب الإنسان في:
- ماله: مثل خسارة الأموال أو الممتلكات.
- جسده: أي الإصابات الجسدية الناتجة عن فعل طرف آخر.
- سمعته أو اعتباره الاجتماعي: الأذى المعنوي الناتج عن القذف أو التشهير.
- مركزه القانوني: أي تضرر حقوقه القانونية أو العقود التي يملكها.
وقد نصت المادة (165) من النظام المدني السعودي على:
“يشمل التعويض ما لحق المضرور من خسارة وما فاته من كسب متى كان ذلك نتيجة طبيعية للفعل الضار.”
وبناءً عليه، لا يُقبل الطلب بالتعويض إلا إذا كان الضرر حقيقيًا، مباشرًا، وشخصيًا، أي مرتبطًا فعلًا بالمدعى عليه وبالحدث المسبب للضرر.
أنواع الضرر القابل للتعويض
تنقسم الأضرار في دعاوى التعويض إلى نوعين رئيسيين، مع تحديد الحالات التي يمكن التعويض عنها:
1. الضرر المادي
- يشمل كل ما يمكن تقديره نقديًا، مثل خسارة الأموال، تلف الممتلكات، أو فوات كسب محتمل.
- مثال: احتراق متجر نتيجة إهمال جاره أو المقاول، مما يؤدي إلى خسائر مالية مباشرة.
2. الضرر المعنوي
- يشمل الأذى الذي يصيب الشخص في مشاعره، سمعته، أو اعتباره الاجتماعي.
- وقد أقر النظام السعودي التعويض عن الضرر المعنوي في المادة (166):
“يجوز الحكم بالتعويض عن الضرر الأدبي في الحالات التي يكون فيها الفعل غير مشروع ويترتب عليه مساس بحق شخصي أو بسمعة المضرور.”
هذا التقسيم يوضح أن دعاوى التعويض ليست مقتصرة على الأضرار المالية فقط، بل تشمل حماية الحقوق المعنوية والشخصية للأفراد، بما يعكس الشمولية والعدالة في النظام السعودي.
أركان التعويض في النظام السعودي
لكي تُقبل دعاوى التعويض في النظام السعودي، يجب توافر ثلاثة أركان رئيسية نصت عليها المواد النظامية، وهي شرط أساسي لضمان العدالة وتحقيق التعويض المناسب للمتضرر:
الركن الأول: الخطأ
الخطأ هو كل فعل مخالف للواجب القانوني أو السلوك الذي يفرضه النظام.
قد يكون الخطأ:
- عمديًا: عندما يصدر الفعل بنية الإضرار بالآخرين، مثل الاعتداء المتعمد على ممتلكات الغير.
- غير عمدي: ناتج عن إهمال أو تقصير، مثل ترك مادة خطرة دون حراسة.
نصت المادة (170) من النظام المدني السعودي على:
“يُعد الفعل خطأً إذا لم يبذل مرتكبه العناية التي يبذلها الشخص المعتاد في ذات الظروف.”
الركن الثاني: الضرر
وجود الضرر شرط أساسي لقبول دعاوى التعويض، فلا يُحكم بالتعويض إلا إذا وقع ضرر فعلي ومثبت.
يشمل الضرر:
- المادي: خسارة مالية أو تلف ممتلكات.
- المعنوي: أذى يصيب سمعة الشخص أو مشاعره.
الضرر المحتمل أو الافتراضي لا يُعترف به إلا إذا كان وقوعه مؤكداً وفق ظروف مثبتة.
الركن الثالث: علاقة السببية
يشترط القانون وجود رابط مباشر بين الخطأ والضرر، أي أن يكون الضرر نتيجة طبيعية للفعل الضار.
إذا تداخلت أسباب أخرى خارج إرادة المدعى عليه (مثل قوة قاهرة أو حادث غير متوقع)، يُستبعد التعويض عن تلك الأضرار.
نصت المادة (173) من النظام المدني السعودي على:
“إذا أثبت المدعى عليه أن الضرر نشأ عن سبب أجنبي لا يد له فيه، انتفت عنه المسؤولية.”
بهذه الأركان الثلاثة يصبح من الواضح أن دعاوى التعويض في النظام السعودي تعتمد على إثبات الخطأ، الضرر، وعلاقة السببية بشكل متكامل لضمان حماية حقوق المتضررين وتحقيق العدالة.

شروط دعاوى التعويض
لكي تُقبل دعاوى التعويض أمام القضاء السعودي، يجب توافر مجموعة من الشروط القانونية الأساسية:
- وجود ضرر حقيقي: يجب أن يكون الضرر ثابتًا وواقعيًا، سواء كان ماديًا أو معنويًا، لا مجرد ادعاء.
- ثبوت الخطأ أو الإخلال القانوني: يجب أن يُثبت أن الفعل الصادر عن المدعى عليه غير مشروع، سواء كان عمدًا أو نتيجة إهمال.
- وجود علاقة سببية مباشرة بين الفعل والضرر: أي أن الضرر يجب أن يكون نتيجة طبيعية للفعل الضار.
- الاختصاص القضائي: تُرفع الدعوى أمام المحكمة المختصة بحسب نوع الضرر، سواء كانت مدنية، تجارية، جنائية أو إدارية.
- رفع الدعوى خلال المدة النظامية: يجب الالتزام بفترات التقادم المنصوص عليها في النظام المدني أو الأنظمة الخاصة.
توضيح هذه الشروط يُسهل على المحامي أو المتضرر فهم ما يلزم قبل تقديم الدعوى، ويضمن قبولها واستحقاق التعويض.
المستندات المطلوبة لـ دعاوى التعويض
تتطلب دعاوى التعويض تقديم مستندات تدعم صحة الدعوى وتثبت الضرر والخطأ وعلاقة السببية، ومن أهمها:
- الإثباتات المادية للضرر: مثل فواتير، صور فوتوغرافية، عقود، أو تقارير خبراء توضح حجم الخسائر المالية.
- المستندات القانونية التي تثبت الخطأ: مثل عقود مخالفة، مراسلات رسمية، أو تقارير الشرطة أو الجهات الحكومية المختصة.
- الوثائق التي تثبت العلاقة السببية: أي دليل يربط بين الفعل الضار والضرر الفعلي، مثل شهادات الشهود أو تقارير الخبراء.
- المستندات الشخصية والقانونية للمدعي: نسخة من الهوية، السجل التجاري (إذا كان متضررًا شركة)، أو أي وثائق رسمية تثبت مركزه القانوني.
- المراسلات أو المحاولات الودية للتسوية: في حال تم التواصل مع الطرف المخطئ قبل رفع الدعوى، يمكن إرفاق الاتفاقيات أو رسائل المطالبة بالتعويض.
تقديم هذه المستندات بشكل منظم يزيد من فرص قبول الدعوى وتسريع الفصل فيها، كما يعزز مصداقية المطالب بالتعويض أمام القضاء السعودي.
كيفية تقديم دعاوى التعويض في النظام السعودي
رفع دعاوى التعويض أمام القضاء السعودي يتطلب الالتزام بالإجراءات النظامية المحددة لضمان قبول الدعوى وسرعة الفصل فيها، وفيما يلي الخطوات العملية والنصائح الأساسية:
1. تحديد نوع الدعوى والمحكمة المختصة
- يجب تحديد نوع الضرر وطبيعة الدعوى (مدنية، جنائية، تجارية، إدارية) لتقديمها أمام المحكمة المختصة.
- مثال: التعويض عن إخلال تجاري يُرفع أمام المحاكم التجارية، بينما التعويض عن ضرر جسدي يُرفع أمام المحاكم المدنية.
2. إعداد الدعوى بشكل رسمي
- صياغة لائحة الدعوى تتضمن: بيانات المدعي والمدعى عليه، وصف الضرر، قيمة التعويض المطلوب، والوقائع التي تبرر المطالبة.
- إدراج كل المستندات التي تثبت الضرر والخطأ وعلاقة السببية، كما ذُكر في فقرة المستندات المطلوبة.
3. تقديم الدعوى عبر النظام القضائي أو القيد اليدوي
- يمكن رفع دعاوى التعويض إلكترونيًا عبر بوابة وزارة العدل “ناجز” أو من خلال تقديم لائحة الدعوى مباشرة لدى المحكمة المختصة.
- يُنصح بحفظ رقم القيد أو إيصال الاستلام لمتابعة سير الدعوى.
4. متابعة الدعوى والتقيد بالمواعيد
- متابعة جلسات المحكمة وحضور الاستدعاءات ضروري لضمان سير الدعوى بشكل سلس.
- تقديم أي مستندات إضافية أو مستجدات خلال المدة القانونية المحددة من قبل المحكمة.
5. الاستعانة بمحامٍ مختص
- اللجوء إلى محامٍ مختص في دعاوى التعويض يضمن صياغة الطلبات بطريقة دقيقة، وتقديم الأدلة بشكل صحيح، وزيادة فرص الحصول على التعويض العادل.
هذه الخطوات تضمن تقديم دعاوى التعويض بطريقة منظمة وفق النظام السعودي، مع الحفاظ على حقوق المدعي وتسريع الفصل القضائي.

نصائح عملية حول دعاوى التعويض
قبل عرض النصائح العملية، من المهم الإشارة إلى أن التعامل مع دعاوى التعويض يتطلب وعيًا قانونيًا دقيقًا، سواء للمتضرر أو للمدعى عليه، لضمان حماية الحقوق وتقليل المخاطر القانونية، وتسريع الفصل القضائي.
أولًا: نصائح للمتضرر أو المدعي
- جمع الأدلة بشكل دقيق: التأكد من توثيق الضرر والخطأ وعلاقة السببية، مثل الصور، الفواتير، العقود، وتقارير الخبراء.
- الالتزام بالإجراءات النظامية: رفع الدعوى لدى المحكمة المختصة ضمن المدة النظامية لتجنب رفض الدعوى لسبب تقني أو شكلي.
- توضيح قيمة التعويض بدقة: تقدير التعويض بشكل متوازن بين الضرر الفعلي والمطالب القانونية، لتسهيل قبول الدعوى.
- محاولة التسوية الودية عند الإمكان: التوصل لاتفاق مع الطرف المخطئ قبل رفع الدعوى يمكن أن يسرّع عملية الحصول على التعويض ويقلل المنازعات.
الاستشارة القانونية المبكرة: الرجوع إلى محامٍ مختص في دعاوى التعويض يضمن صياغة الدعوى بشكل سليم وزيادة فرص النجاح.
ثانيًا: نصائح لصاحب العمل أو المدعى عليه
- توثيق جميع المعاملات والتصرفات: الاحتفاظ بالسجلات والمراسلات لتفادي أي دعاوى تعويضية محتملة.
- التحقق من الالتزامات القانونية: التأكد من أن أي فعل أو قرار لا يخالف الأنظمة، لتقليل المخاطر القانونية.
- الاستجابة السريعة للدعاوى أو مطالب التعويض: التعامل مع المطالب القانونية بسرعة لتجنب تفاقم الضرر أو إضافة مصاريف إضافية.
- اللجوء للتسوية أو التفاوض قبل المحاكمة: كثير من النزاعات تحل خارج المحكمة من خلال اتفاق قانوني موثق، مما يوفر الوقت والتكلفة.
- الاستعانة بمحامٍ مختص: لضمان تقديم الدفوع القانونية وحماية حقوقه في حال رُفعت ضده دعاوى التعويض.
هذه النصائح تساعد جميع الأطراف على التعامل مع دعاوى التعويض بكفاءة، سواء لتقديمها أو الدفاع عنها، مع تقليل المخاطر القانونية وتحقيق العدالة بشكل أسرع.
يمكنك التعرف أيضا على: مذكرة رد على صحيفة دعوى
ختاما، تُعد دعاوى التعويض من الأدوات القانونية الحيوية لحماية حقوق الأفراد والشركات في النظام السعودي، فهي تضمن تعويض المتضررين عن الأفعال غير المشروعة والخسائر الناتجة عنها، سواء كانت مادية أو معنوية، فهم شروط الدعوى، المستندات المطلوبة، والأركان الأساسية مثل الخطأ والضرر وعلاقة السببية، يعزز فرص الحصول على التعويض العادل ويقلل المخاطر القانونية.
ندعوكم للتواصل معنا عبر موقعنا للحصول على استشارات قانونية متخصصة حول دعاوى التعويض، سواء كنت مدعيًا أو مدعى عليه، مع توفير الإرشاد الكامل لضمان اتباع الإجراءات الصحيحة وتحقيق أفضل النتائج القانونية.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين دعاوى التعويض المدنية والجنائية؟
- دعاوى التعويض المدنية تهدف إلى التعويض عن خسائر مادية أو معنوية ناتجة عن أفعال الأفراد أو الشركات.
- دعاوى التعويض الجنائية تُرفع عادة في إطار دعوى جزائية، حيث يمكن للمتضرر المطالبة بتعويض عن أضرار لحقت به نتيجة الجريمة.
هل يمكن تقديم دعاوى التعويض ضد جهة حكومية؟
نعم، يمكن رفع دعاوى التعويض ضد الجهات الحكومية إذا تسببت أفعالها أو قراراتها غير المشروعة في ضرر للمواطن أو الشركة، ويختص ديوان المظالم بالنظر في هذه القضايا.
هل يحق للورثة رفع دعاوى التعويض عن المتوفى؟
يحق للورثة المطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمتوفى إذا كانت متعلقة بالوفاة نتيجة فعل ضار صادر عن طرف آخر.
ما هو الحد الأقصى للتعويض في دعاوى التعويض؟
لا يحدد النظام المدني السعودي سقفًا ثابتًا للتعويض، بل يُقدر وفق الضرر الفعلي والظروف المحيطة بالدعوى، بما يضمن العدالة للمتضرر دون إسراف أو ظلم للمدعى عليه.
هل يمكن الطعن على حكم التعويض؟
نعم، يمكن لأي طرف غير راضٍ عن حكم التعويض تقديم استئناف أو اعتراض أمام المحكمة الأعلى وفق الإجراءات النظامية، مع تقديم الأسباب القانونية والمستندات الداعمة.
للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا
المصادر

