صياغة العقود أمرًا في غاية الأهمية في المملكة العربية السعودية. فهي تمثل الإطار القانوني الذي يحدد حقوق وواجبات الأطراف المتعاقدة، وتعزز من الشفافية والأمان في العلاقات التجارية والشخصية على حد سواء. في هذه المقالة، سنستكشف مفهوم صياغة العقود و دور المحامي في صياغة العقود.
يقدم المكتب خدمات تحليل العقود ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك ، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان .
مفهوم العقد والاتفاقية
العقد هو اتفاق قانوني بين طرفين أو أكثر يلتزم بموجبه كل طرف بتنفيذ التزاماته وفق شروط معينة متفق عليها. يمثل العقد التزامًا قانونيًا، حيث يمكن لأي من الأطراف الرجوع إليه في حالة حدوث نزاع أو عدم تنفيذ الالتزامات. يختلف العقد عن الاتفاقية في أن العقد يحمل طابعًا إلزاميًا قانونيًا بينما يمكن أن تكون الاتفاقية مجرد مذكرة تفاهم غير ملزمة قانونًا، إلا إذا تم تضمينها في عقد رسمي. العقد يتطلب شروطًا معينة ليكون ساريًا قانونيًا في المملكة العربية السعودية، وهي:
- يجب أن يكون الأطراف المتعاقدين على علم بما يتفقون عليه وأن يكونوا في وضع يمكنهم من اتخاذ القرار بحرية دون ضغط أو إكراه.
- يجب أن يكون موضوع العقد مشروعًا ومطابقًا للقوانين والأنظمة.
- يجب تحديد الحقوق والالتزامات لكل طرف بشكل دقيق، لتجنب أي تفسيرات خاطئة أو نزاعات لاحقة.
لماذا يحتاج الفرد أو الشركة إلى محامي لصياغة عقودهم؟
يكمن الجواب في طبيعة العقود نفسها، فالعقد ليس مجرد ورقة موقعة، بل هو اتفاق قانوني ملزم، ويجب أن يعكس بدقة نوايا الأطراف المتعاقدة وحقوقهم والتزاماتهم، وأي خطأ أو غموض في صياغة العقد قد يؤدي إلى تفسيرات متضاربة واللجوء إلى القضاء لحل النزاعات، مما يترتب عليه إضاعة الوقت والجهد والمال.
المحامي هو الخبير القانوني الذي يمتلك الأدوات والمعرفة اللازمة لصياغة عقود متكاملة ومتوازنة، حيث يقوم بتحليل طبيعة العلاقة التعاقدية، وتحديد المخاطر المحتملة، وصياغة بنود العقد بشكل واضح ودقيق، كما أنه على دراية بالتشريعات المعمول بها في المملكة العربية السعودية، مما يضمن أن يكون العقد متوافقًا مع الأطر النظامية السارية.
باختصار، فإن دور المحامي في صياغة العقود لا يقتصر فقط على صياغة النصوص القانونية، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم الاستشارات القانونية اللازمة، وتوعية الأطراف المتعاقدة بحقوقهم والتزاماتهم، وتقديم الدعم القانوني لهم في حالة نشوء أي نزاع.
دور المحامي في صياغة العقود
إليك دور المحامي في صياغة العقود في المملكة العربية السعودية:
- التأكد من تناسب العقد مع مصلحة العميل وأنه ضمن إمكانياتك في تنفيذه لتحقيق ما تصبو إليه حتى لا يصبح حجة عليك ومشكلة لاحقاً.
- التأكد من هوية الأطراف الموقعين على العقد وصلاحياتهم في التوقيع على العقد وفى حال كانوا وكلاء فيجب التأكد من وجود الوكالة وسريان الوكالة وصحتها.
- التأكد من توافر الشروط المطلوبة نظاماً في المعقود عليه وأنه متوافق مع الشريعة الإسلامية والنظام العام للمملكة، حتى لا يقع تحت وطأة البطلان.
- التأكد من أسماء الشهود وهوياتهم والتأكد من أن الأرقام والبيانات المتعلقة بالعقد صحيحة ودقيقة وتاريخ العقد.
- التأكد أن العقد يتناسب مع الأنظمة المعمول بها المملكة العربية السعودية والأنظمة المرتبط بها تنفيذه واختصاص الجهات القضائية.
مهام محامي عقود في السعودية
بالإضافة إلى الأعمال السابقة فهناك مراحل أخرى يقوم بها المحامي في السعودية عند صياغة العقود، والتي تتمثل في الآتي:
مرحلة الإعداد والتحضير
فمرحلة الإعداد والتحضير هي من أكثر المراحل التي يكمن فيها دور المحامي في صياغة العقود ، بحيث يلم المحامي فيها بطبيعة العلاقة التعاقدية بين الأطراف وموضوع العقد والهدف من إبرامه.
مرحلة صياغة العقد المبدئي
فى تلك المرحلة يكون دور المحامي في صياغة العقود هو البدء في كتابة العقد بحيث يكون في نهاية تلك المرحلة لديه المسودة الخاصة بالعقد، كما يجب أن يتم تغطية أهم بنود العقد ، حيث يقوم المحامي بصياغة بنود العقد بما يتناسب مع طبيعة العلاقة وبيان الحق الذي يحميه العقد وتوضيح التزامات الأطراف وضمانات تنفيذها وغيرها من البنود الهامة في العقد.
مرحلة الصياغة النهائية للعقد
فى تلك المرحلة الهامة يقوم محامي العميل في مرحلة الصياغة النهائية من التأكد من أمور عدة أهمها التأكد من تغطية العقد لكافة طلبات العميل والتأكد من صحة صياغة العقد لغوياً وقانونياً.
مرحلة مراجعة العقد
تعد تلك المرحلة أخر مراحل الصياغة وأهمها، حيث يكون دور المحامي في صياغة العقود هو مراجعة دقيقة للعقد، من النواحي القانونية والجانب اللغوي كتأكيد نهائي بعدم وجود أي أخطاء جوهرية.
مرحلة توثيق العقود
بعد أن يقوم أطراف العقد بالتوقيع عليه يكون دور المحامي في صياغة العقود في هذه المرحلة توثيق العقود لدى جهات التوثيق المختصة في المملكة العربية السعودية.
يمكن التعرف على المزيد حول: أهمية توثيق عقود العمل
ما أهمية دور المحامي في صياغة العقود في السعودية؟
دور المحامي في صياغة العقود ينفرد ويتميز، حيث يصبح هو الوحيد القادر على صياغة بنود كل نوع من أنواع العقود بما يتوافق مع الغرض المرجو منه، وكذلك توضيح كافة الالتزامات وآليات تنفيذها وبيان كافة الحقوق وضمان عدم إهدارها، كما يتمكن المحامي عند صياغة العقود من الإفلات من الإجراءات التي يمكن أن تبطله أو حتى تجعله قابل للبطلان.
وبصورة أخرى فإن أهمية دور المحامي في السعودية بالنسبة لصياغة العقود بكافة أنواعها يعد ناتج عن أهمية توثيق العقود في السعودية، وذلك لكون كتابة وصياغة العقود أمر هام جدا لحماية مصالح أطراف العقد.
الأسئلة الشائعة:
ما المقصود بصياغة العقد؟
عندما نسمع مصطلح صياغة عقد فإن أول معنى يترائى إلى أذهاننا أن صياغة العقد تعني كتابة اتفاق ما قد نشأ بين طرفين أو أكثر، ولا يمكننا القول بأن هذا المعنى خاطئ ولكنه أيضاً لا يتعدى كونه معنى ظاهري عام.
بإمكان أي شخص كتابة ما تم الاتفاق عليه بينه وبين آخرون و يكمن مفهوم الصياغة (الصيغة القانونية) ولذلك فنحن كمحامون عندما نقول صياغة عقد فنحن نعني إسباغ الصفة القانونية على علاقة تعاقدية بين طرفين أو أكثر.
ماهي الطرق التي يطرحها المحامي في حالة خرق العقود؟
المحامي له طرق عدة في حالة خرق العقد للمتطلبات النظامية وهي:
- اتفاق التحكيم : وهو اتفاق بين طرفين أو أكثر على إحالة بعض أو جميع المنازعات المحددة التي نشأت أو قد تنشأ بينهما في إطار علاقة قانونية معينة، سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية، ويجوز أن يتم هذا الاتفاق إما كشرط تحكيم مضمّن في عقد أو كمشارطة تحكيم منفصلة يتفق عليها بعد نشوء النزاع.
- التقاضي : وهو اللجوء إلى المحاكم المختصة حسب الاتفاق بينهم أو حسب موضوع العقد كالمحاكم التجارية وحسب النطاق المكاني للعقد.
للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا
المصادر:
