كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز​؟ اليك التفاصيل

في عصر الانفتاح الرقمي والتطور التكنولوجي السريع، أصبحت قضايا الابتزاز من أكثر القضايا انتشارًا وخطورة في المجتمع السعودي.

فمع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، أصبح من السهل على المبتزين الوصول إلى ضحاياهم واستغلالهم نفسيًا وماديًا. لذلك، تبرز أهمية الدور الذي تقوم به الهيئة في السعودية في مكافحة هذه الجريمة وحماية المجتمع من آثارها المدمرة.

يقدم المكتب خدمات استشارات قانونية شاملة ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك ، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان .

في هذا المقال سنسلط الضوء على كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز، ونناقش عددًا من الجوانب الهامة المتعلقة بهذه القضايا.

كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز

يتساءل الكثير من المواطنين والمقيمين في السعودية: كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز؟ والجواب أن الهيئة، مُمثلةً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية والنيابة العامة على معالجة قضايا الابتزاز بفعالية وسرعة، وذلك من خلال آليات محددة وخطط دقيقة تهدف إلى حماية الضحايا والقبض على الجناة، وهى كالتالي:

استقبال البلاغات بسرية تامة

أول ما تفعله الهيئة عند التعامل مع قضايا الابتزاز هو توفير وسيلة آمنة وسرية لتلقي البلاغات، حيث يمكن للضحايا أو ذويهم التواصل مع الهيئة عبر الأرقام المخصصة أو عبر التطبيقات الرسمية لتقديم البلاغ دون الخوف من الفضيحة أو التعرض للضرر.

تقييم الحالة وتحليل التهديد

بمجرد استقبال البلاغ، تقوم الهيئة بدراسة محتوى الابتزاز بعناية شديدة، وتقييم مدى خطورته، والنظر في الأدلة المقدمة سواء كانت صورًا، رسائل، أو تسجيلات صوتية، وتبدأ الهيئة بعد ذلك التنسيق مع الشرطة والجهات المختصة لتحديد هوية الجاني وجمع الأدلة الرقمية.

يمكنك التعرف أيضا على: أشهر قضايا الابتزاز الالكتروني

التنسيق مع الأمن السيبراني

تعتمد الهيئة في معالجة قضايا الابتزاز على التعاون مع المركز الوطني للأمن السيبراني، لا سيما في الحالات التي يتم فيها الابتزاز عبر الإنترنت، ويتم تتبع الحسابات، وتحديد مواقع المبتزين، وتحليل البيانات الرقمية لكشف هويتهم بشكل دقيق.

تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحية

تُولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا بالجانب النفسي للضحية، فغالبًا ما تكون ضحية الابتزاز في حالة من التوتر والخوف والقلق. لذلك، تعمل الهيئة على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال مرشدين متخصصين لضمان تجاوز الضحية للأزمة دون آثار نفسية طويلة الأمد.

كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز

تجربتي مع مكافحة الابتزاز

من التجارب التي تسلط الضوء على كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز، تجربة إحدى المواطنات التي روت قصتها قائلة:

“تلقيت تهديدًا من أحد الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صور خاصة بي إن لم أرسل له مبالغ مالية. شعرت بالرعب الشديد ولم أعرف ما العمل. نصحتني إحدى الصديقات بالتواصل مع الهيئة عبر الرقم المخصص، وفعلًا تم التعامل مع البلاغ بكل سرية واحترام. خلال أيام قليلة تم القبض على المبتز، وكنت في كل خطوة أتلقى دعمًا وتوجيهًا نفسيًا، ولولا سرعة تدخل الهيئة لما استطعت تجاوز هذه المحنة”.

هذه القصة الواقعية تؤكد مدى احترافية وجدية الهيئة في التصدي لقضايا الابتزاز، وسرعة تدخلها لحماية الضحايا.

كيف تثبت قضية الابتزاز

إثبات قضية الابتزاز يتطلب توفر مجموعة من الأدلة التي تدعم صحة البلاغ وتثبت أن المتهم قد ارتكب جريمة تهديد وابتزاز. وتُساعد الهيئة الضحية في جمع الأدلة وتحليلها قانونيًا.

إليك أهم النقاط في إثبات قضية الابتزاز:

حفظ الرسائل والصور

يُنصح دائمًا بعدم حذف أي رسائل تهديد أو صور أو مقاطع صوتية تم إرسالها من قبل المبتز، فهذه المواد تشكل دليلاً قويًا في القضية.

تسجيل المكالمات

إذا تم التهديد شفويًا عبر الهاتف، يمكن تسجيل المكالمات (وفقًا لما يسمح به القانون) وتقديمها كدليل.

تصوير الشاشة (Screenshots)

تُعد لقطات الشاشة من أهم الأدلة الرقمية، ويجب التأكد من حفظها بطريقة صحيحة تتضمن التاريخ والوقت.

توثيق الحسابات المستخدمة في الابتزاز

من الضروري تزويد الهيئة بمعلومات الحساب الذي تم من خلاله الابتزاز، مثل رابط الحساب، رقم الهاتف، أو البريد الإلكتروني، لتتمكن الجهات المختصة من تتبعه وتحليله.

كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز

عقوبة الابتزاز في السعودية

تهتم السلطات السعودية اهتمامًا بالغًا بردع جريمة الابتزاز نظرًا لما تشكّله من خطر على أمن الأفراد والمجتمع بأسره. وفي إطار الإجابة عن سؤال كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز، تجدر الإشارة إلى أن العقوبات المقررة تأتي ضمن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية المعتمد في المملكة.

تشمل عقوبة الابتزاز في السعودية ما يلي:

السجن والغرامة

وفقًا للمادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، فإن عقوبة الابتزاز في السعودية قد تصل إلى السجن لمدة تصل إلى سنة، وغرامة تصل إلى 500,000 ريال سعودي، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

 تشديد العقوبة حسب الحالة

قد تُشدد العقوبة في حال كان الابتزاز مرتبطًا بمحتوى غير أخلاقي، أو كان الضحية قاصرًا، أو تكرر الجاني في ارتكاب الجريمة، كما أن المحكمة لها سلطة تقديرية حسب الأدلة وظروف الجريمة.

الترحيل للأجانب

في حال كان الجاني غير سعودي، فإنه يُرحل إلى بلاده بعد تنفيذ العقوبة، ويُمنع من العودة إلى المملكة.

كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز

رقم بلاغات التهديد

لضمان الحماية السريعة من أي نوع من أنواع التهديد، وفرت الجهات المختصة رقمًا موحدًا لاستقبال بلاغات التهديد، وهو:

  • رقم الطوارئ الموحد: 911 (في مناطق الرياض ومكة والشرقية)
  • رقم الأمن العام: 999 (لبقية المناطق)

يمكن استخدام هذه الأرقام للإبلاغ عن أي تهديد أو محاولة ابتزاز يتعرض لها المواطن أو المقيم.

يمكنك التعرف أيضا على: الاحتيال الالكتروني

رقم التبليغ عن الابتزاز في السعودية

لمن يتعرض لمحاولات ابتزاز ويرغب في التواصل مع الهيئة، يمكنه الاتصال بـ رقم التبليغ عن الابتزاز في السعودية:

  • رقم الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 1909
  • أو من خلال تطبيق “كلنا أمن” التابع لوزارة الداخلية، والذي يسمح برفع البلاغات إلكترونيًا وبسرية تامة.
  • كما يُمكن استخدام المنصة الوطنية الموحدة لتقديم البلاغات إلكترونيًا.

 

ختاما، إن قضية الابتزاز جريمة لا تقل خطرًا عن غيرها من الجرائم الكبرى، ويجب التعامل معها بجدية تامة. وقد أثبتت التجارب أن الهيئة في السعودية تبذل جهدًا ملموسًا في حماية الضحايا واستئصال هذه الظاهرة من جذورها.

من خلال هذا المقال حاولنا أن نُجيب بوضوح عن سؤال الكثيرين: كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز؟، وبيّنا الإجراءات المتبعة، وأهمية تقديم البلاغات فورًا، وكيفية جمع الأدلة وتوثيقها، إضافة إلى العقوبات القانونية التي تردع الجناة.

وفي النهاية، تذكّر أن الصمت يشجع المبتزين، أما المواجهة بالإبلاغ فهي الخطوة الأولى نحو الأمان والعدالة.

أسئلة شائعة

ما هي أشكال الدعم النفسي المتاحة للضحايا؟

عند النظر في كيف تتعامل الهيئة مع قضايا الابتزاز، نجد أن أحد أهم الجوانب التي تُؤخذ بعين الاعتبار هو الدعم النفسي المقدم للضحايا، فالهيئة تعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة على توفير:

  • جلسات إرشاد نفسي بإشراف مختصين.
  • متابعة فردية للضحية لضمان استقرار حالته النفسية بعد انتهاء القضية.
  • توفير مستشارين اجتماعيين يرافقون الضحية في مراحل التحقيق والدعم القانوني.
  • مساعدة قانونية مجانية في بعض الحالات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.

هذه الخدمات تهدف إلى إعادة الثقة للضحية ومساعدته على تجاوز الصدمة التي خلفتها تجربة الابتزاز.

كيف يمكنني تقديم شكوى ضد شخص يهددني خارج المملكة العربية السعودية؟

يتكرر هذا السؤال كثيرًا، خاصة في ظل الانفتاح الرقمي والعلاقات العابرة للحدود. وفي إطار الحديث عن كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز، نشير إلى أن الجهات المختصة في المملكة تعمل بالتعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول) عند التبليغ عن مبتزين خارج المملكة.

ولرفع الشكوى:

  • يمكن تقديم البلاغ عبر تطبيق “كلنا أمن” وذكر أن الشخص مقيم خارج المملكة.
  • يتم تحويل البلاغ إلى النيابة العامة التي تنسق بدورها مع وزارة الخارجية.
  • في الحالات الخطرة، يتم تفعيل التعاون الدولي لملاحقة الجاني قانونيًا.

هل يعتبر تجاهل المبتز حلاً فعّالاً؟

رغم أن البعض يظن أن التجاهل قد يردع المبتز، إلا أن هذا الأسلوب غالبًا ليس حلاً فعّالًا، بل قد يُشجع الجاني على التمادي في التهديدات، وبناءً على ما تم رصده في قضايا متعددة، فإن الطريقة الأكثر أمانًا وفعالية هي:

  • التواصل الفوري مع الهيئة أو الأمن العام.
  • توثيق التهديدات وعدم حذفها.
  • عدم الرضوخ للمطالب أو إرسال أي أموال أو صور.

معرفة كيف تتعامل الهيئه مع قضايا الابتزاز يساعدك على التصرف السليم دون ارتباك، حيث ان التجاهل قد يعطي المبتز شعورًا بالحرية، بينما البلاغ الرسمي يضع حدًا قانونيًا له.

 

للتواصل مع أفضل محامي في مكة​ ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا


المصادر:

نظام مكافحة جرائم المعلوماتية