يُعتبر الابتزاز من الجرائم التي تهدد استقرار الأفراد والمجتمعات، حيث يعتمد المبتز على أساليب التهديد والإكراه للحصول على منفعة غير مشروعة من الضحية. وقد شهدت هذه الجريمة انتشارًا ملحوظًا في العصر الحديث، خاصة مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا، مما جعل التصدي لها أمرًا ضروريًا من الناحيتين القانونية والأخلاقية.
في المملكة العربية السعودية، يتم التعامل مع قضايا الابتزاز بجدية، حيث تفرض القوانين عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الجريمة، بهدف حماية المجتمع وردع المبتزين. كما أن الشريعة الإسلامية تحظر الابتزاز بجميع أشكاله، نظرًا لما ينطوي عليه من ظلم واستغلال يتعارض مع القيم الإسلامية.
في هذا المقال، سنستعرض حكم الابتزاز في القانون السعودي، بالإضافة إلى وجهة نظر الشريعة الإسلامية حوله، ودور المملكة في مكافحة هذه الجريمة.
حكم الابتزاز
يعد الابتزاز من الجرائم الخطيرة التي تهدد الأفراد والمجتمعات، حيث يقوم المبتز بممارسة الضغط النفسي أو التهديد للحصول على مكاسب غير مشروعة، سواء كانت مادية أو معنوية. في المملكة العربية السعودية، يعتبر الابتزاز جريمة يعاقب عليها القانون بصرامة، وذلك للحفاظ على أمن المجتمع واستقراره.
يتم تعريف الابتزاز قانونيًا بأنه استخدام التهديد أو الإكراه للحصول على منفعة من شخص آخر، سواء كانت هذه المنفعة مادية أو معنوية. وتحرص المملكة على محاربة هذه الجريمة بكل السبل المتاحة، حيث يتم فرض حكم الابتزاز الرادع على مرتكبيه وفقًا للأنظمة المعمول بها.
الابتزاز في الشريعة الإسلامية
الشريعة الإسلامية تحرم الابتزاز بجميع صوره، لأنه يقوم على الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، ويعد صورة من صور التعدي على حقوق الآخرين. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:
“وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ” (البقرة: 188)
كما أن الابتزاز في الشريعة الإسلامية يعد نوعًا من التهديد الذي يتنافى مع أخلاقيات الإسلام التي تدعو إلى العدل والإنصاف. وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا ضرر ولا ضرار”
وبناءً على ذلك، فإن الابتزاز محرم شرعًا، ويعد من الكبائر التي تستوجب حكم الابتزاز في الدنيا والآخرة.
رأي القانون في الابتزاز
في المملكة العربية السعودية، يتم التعامل مع الابتزاز بجدية تامة، حيث تندرج هذه الجريمة تحت قوانين الجرائم المعلوماتية والجنائية. وقد حدد النظام السعودي حكم الابتزاز الصارم على مرتكبي جرائم الابتزاز، وذلك بهدف حماية الأفراد من أي تهديد يمس حقوقهم الشخصية أو المالية.
رأي القانون في الابتزاز وفقًا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في السعودية، فإن أي شخص يقوم بابتزاز شخص آخر باستخدام وسائل إلكترونية، مثل الرسائل النصية أو الصور أو مقاطع الفيديو، يواجه عقوبات شديدة، حيث قد يصل حكم الابتزاز إلى السجن لعدة سنوات، بالإضافة إلى غرامات مالية كبيرة.
وتعمل الجهات المختصة في المملكة، مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة الإلكترونية، على مكافحة هذه الجريمة بوسائل متطورة، حيث يتم تتبع المبتزين ومحاسبتهم وفقًا لـ رأي القانون في الابتزاز.

ما هو حكم الابتزاز في الإسلام
الإسلام يحرم الابتزاز لأنه من صور الظلم والاستغلال، وهو يخالف تعاليم الدين التي تدعو إلى التعامل بالحسنى والعدل بين الناس. الابتزاز يعد نوعًا من السرقة المقنعة، حيث يقوم المبتز بإجبار الضحية على دفع أموال أو تنفيذ مطالب غير مشروعة خوفًا من الفضيحة أو الأذى.
وقد شدد الفقهاء على أن الابتزاز محرم، سواء كان عبر التهديد بنشر أسرار شخصية، أو باستخدام القوة والترهيب. وقد أوجب الإسلام على ولي الأمر تطبيق حكم الابتزاز الرادع لمنع انتشار مثل هذه الجرائم في المجتمع.
وفي القواعد الفقهية الإسلامية، فإن حكم الابتزاز يدخل تحت باب الإكراه والتعدي، وقد قرر الفقهاء أن من يمارس هذا الفعل يستحق العقوبة الشرعية، سواء كانت تعزيرية أو حدية، وفقًا لظروف الجريمة ومدى الضرر الناتج عنها.
مكافحة الابتزاز في السعودية
تحرص المملكة العربية السعودية على مكافحة الابتزاز من خلال سن القوانين الصارمة التي تضمن حماية الأفراد من هذه الجريمة. وقد أنشأت الجهات المختصة قنوات رسمية للإبلاغ عن حالات الابتزاز، مثل:
- وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية
- الشرطة السعودية
- هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كما توفر الحكومة لـ مكافحة الابتزاز في السعودية وسائل حماية للضحايا، حيث يمكنهم تقديم بلاغات بسرية تامة لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم للخطر من قبل المبتزين.

الابتزاز وعقوبته في القانون السعودي
يتميز حكم الابتزاز بالصرامة والشمولية، وتشمل:
- السجن لمدة تصل إلى سنة أو غرامة مالية تصل إلى 500,000 ريال.
- التشهير بالجاني في بعض الحالات، كوسيلة ردع اجتماعي.
- مصادرة الأجهزة المستخدمة في الابتزاز، مثل الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر.
يعتبر الابتزاز وعقوبته في القانون السعودي رادعة وقوية، مما يعكس جدية السعودية في مكافحة الابتزاز الإلكتروني وحماية المجتمع من أضراره.
خاتمة
وختامًا، فإن حكم الابتزاز في المملكة العربية السعودية واضح وصريح، حيث يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بصرامة، وهو محرم في الشريعة الإسلامية لما فيه من ظلم واستغلال للآخرين. لذا، فإن التوعية بمخاطر هذه الجريمة والتعاون مع الجهات المختصة للإبلاغ عن أي حالات ابتزاز يعدان من أهم الوسائل للحد من انتشار هذه الظاهرة وحماية المجتمع منها.
أسئلة شائعة
ما هو حكم الابتزاز في الإسلام؟
حكم الابتزاز في الإسلام انه فعل محرم لأنه يعد ظلمًا واستغلالًا للآخرين بغير وجه حق، وهو يتنافى مع القيم الإسلامية التي تقوم على العدل والإحسان. وقد نهى الإسلام عن التعدي على حقوق الناس بأي وسيلة كانت، سواء بالتهديد أو الترهيب أو الإكراه. كما أن الابتزاز يدخل في باب أكل أموال الناس بالباطل، وهو مما حرمه الله في القرآن الكريم.
هل الابتزاز من الكبائر؟
نعم، الابتزاز يعد من الكبائر لأنه يتضمن التهديد والترويع والإضرار بالآخرين، وهو من صور الظلم والعدوان. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”
كما أن الابتزاز قد يؤدي إلى أذى نفسي أو اجتماعي أو مادي جسيم، مما يجعله من الجرائم التي تستوجب حكم الابتزاز الشرعي والقانوني.
ما هي الأدلة الشرعية على تحريم الابتزاز؟
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على تحريم الابتزاز، ومنها:
قوله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ” (البقرة: 188)
وهذا يدل على تحريم الحصول على أموال الغير بغير حق، وهو ما يفعله المبتزون.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا” (رواه مسلم)
والابتزاز نوع من الغش والخداع الذي يضر بالآخرين.
قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” في الفقه الإسلامي، والتي تمنع أي فعل يسبب ضررًا للغير دون وجه حق.
كيف يتم التعامل مع الابتزاز شرعًا؟
الإسلام يوجب على ولي الأمر معاقبة المبتز بما يحقق العدالة ويحفظ الأمن، ويجوز توقيع العقوبات التعزيرية المناسبة حسب تقدير القاضي. كما أن الإسلام يشجع الضحايا على اللجوء إلى الجهات المختصة لحماية أنفسهم وعدم السكوت عن الظلم.
هل يجوز العفو عن المبتز بعد رفع القضية؟
يجوز للضحية العفو عن المبتز إذا رأى أن ذلك قد يكون سببًا في توبته وتركه لهذا السلوك. ومع ذلك، في بعض الحالات قد ترى السلطات عدم إسقاط حكم الابتزاز حتى بعد العفو، خصوصًا إذا كان الابتزاز يمثل تهديدًا عامًا للمجتمع، وذلك لتحقيق الردع العام ومنع تكرار الجريمة.
المراجع
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2