نظراً للأهمية المتزايد للتحكيم كوسيلة بديلة وفعالة لتسوية المنازعات التجارية في السعودية، سنقدم تحليل قانوني لنظام التحكيم في السعودية. سنبدأ بتوضيح ماهي مشارطة التحكيم و نموذج مشارطة التحكيم. وسنعدد إجراءات تنفيذ حكم التحكيم ، بالإضافة إلى إبراز مزايا التحكيم في النظام السعودي.
يهتم المكتب بتقديم خدمات التحكيم والوساطة مع محكّم معتمد كبديل للإجراءات القضائية التقليدية وتعتبر الوساطة والتحكيم من أهم وسائل حل النزاعات.
مشارطة التحكيم
تَّعرف مشارطة التحكيم ، وفقًا لما ورد في نظام التحكيم السعودي الجديد، والصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/34) وتاريخ 24/5/1433هـ، بأنها اتفاق الأطراف على اللجوء إلى التحكيم عقب نشوب النزاع بحسب اتفاق مكتوب يحدَّد فيه موضوع الخلاف وأسماء المحكِّمين ومكان التحكيم وإجراءاته. وقد يأتي هذا الاتفاق في بعض الأحيان في صورة معاهدات تحكيم خاصة، وهو ما يُعرف بـ”معاهدات التحكيم الدائمة”. ويعني ذلك أنَّ مشارطة التحكيم يتَّفق فيها الأطراف على عقد اتفاق لاحق ومستقلّ عن العقد الأصلي، ويتضمَّن هذا الاتفاق على إنهاء النزاع عبر التحكيم، ولا يوجد ما يمنع إتمام الاتفاق حتى وإن أقيمت بشأنه دعوى قضائية أمام جهات مختصة.
نموذج مشارطة تحكيم
نقدم لك في السطور التالية صيغة مشارطة تحكيم عرفى :
بعون الله وتوفيقه، إنه في يوم [اليوم] بتاريخ [تاريخ] حررت هذه الاتفاقية بمدينة [المدينة]، في [المملكة العربية السعودية]، وبين كلٍّ من:
الطرف الأول: [الجهة الحكومية]، ويمثِّلها/ [اسم] بصفته/ [المنصب]، وعنوان [الجهة الحكومية]: [المملكة العربية السعودية] [المدينة]، هاتف: [الرقم]، ص.ب: [الرمز]، الرمز البريدي: [الرمز]، البريد الإلكتروني: [البريد الإلكتروني].
ويشار إليه في هذه الوثيقة بـ الطرف الأول أو الجهة الحكومية.
الطرف الثاني: [المتعاقد]، [شركة/ مؤسسة] تأسّست بموجب الأنظمة واللوائح المعمول بها في [المملكة العربية السعودية] وهي مسجلة في [مدينة/ دولة] بموجب [الرخصة التجارية/ السجل التجاري] رقم [∙].
ويشار إليه في هذه الوثيقة بـ«الطرف الثاني أو المتعاقد»، ويشار إليهما مجتمعين بـ «الطرفين» أو «الطرفان».
لتحميل نموذج مشارطة تحكيم بصيغة word : اضغط هنا
لتحميل نموذج مشارطة تحكيم بصيغة PDF : اضغط هنا
تنفيذ حكم التحكيم في السعودية
نُظمت مسألة تنفيذ رخصة التحكيم في السعودية من قبل نظام التحكيم الصادر عام 1433هـ، حيث شمل هذا النظام العديد من المواد والأحكام المنظمة لأحكام التنفيذ. وقد أضفى المشرع السعودي حجية الأمر المقضي به على حكم التحكيم، حيث منحها ذات حجية الحكم القضائي، كما تتمتع الأحكام الصادرة بالتنفيذ بالقوة الجبرية. ويتوجب على من صدر الحكم لمصلحته، أن يتم عدة إجراءات ليتمكن من تنفيذ حكم التحكيم جبراً، بمساعدة رجال السلطات العامة، وإليك إجراءات مشارطة التحكيم:
- إيداع حكم التحكيم لدى المحكمة المختصة بنظر النزاع.
- انقضاء المدة المحددة لرفع دعوى بطلان حكم التحكيم.
- استصدار الحكم من المحكمة المختصة، مذيلًا بالصيغة التنفيذية.
- وضع الحكم لدى دائرة التنفيذ المختصة في المحكمة، وذلك حسب المادة 8 من نظام التنفيذ.
وقد جاء بالمادة 53 من نظام التحكيم، مشتملات طلب تنفيذ الحكم، وهي:
- أصل الحكم، أو صورة عنه ويجب أن تكون مصدقة.
- نسخة طبق الأصل عن اتفاق التحكيم.
- إذا كان حكم التحكيم صادر بلغة غير العربية، وجب ترجمته للغة العربية مصدق عليه من جهة معتمدة.
- ما يبين إيداع الحكم في المحكمة المختصة وفقاً للمادة 44 من هذا النظام.
إجراءات حكم التحكيم في السعودية
يخضع “حكم التحكيم” إلى مجموعة من الإجراءات، وفقًا لـ اللائحة التنفيذية لنظام التحكيم السعودي، على النحو الاتي:
- يصدر حكم التحكيم بأغلبية المحكمين بعد المداولة السرية، في حال تم تشكيل هيئة التحكيم من أكثر من محكم.
- في حال عدم الحصول على رأي أغلبية في هيئة التحكيم، فإنها تختار محكم مرجح، خلال مدة 15 يومًا.
- إذا تم تفويض هيئة التحكيم بالصلح، فيجب أن يكون الحكم بالإجماع.
- يجب على هيئة التحكيم إصدار الحكم النهائي خلال الوقت المتفق عليه من أطراف التحكيم.
- إذا لم يكن هناك اتفاق بين أطراف التحكيم على موعد مُحدد للحكم، يجب على هيئة التحكيم النطق بالحكم النهائي.
- لهيئة التحكيم مد المُدة الزمنية لإصدار الحكم، حتى 6 أشهر فقط، في حال لم يتفق أطراف التحكيم على فترة أكثر من ذلك.
- إذا لم تنجح هيئة التحكيم بإصدار الحكم النهائي خلال الفترة المُحددة، يجوز لأي من أطراف التحكيم مطالبة المحكمة المختصة بإصدار أمرًا.
أسباب بطلان حكم التحكيم
إن أسباب بطلان مشارطة التحكيم هي عدم صحة الإجراءات بالتحكيم وعدم اختصاص الهيئة التحكيمية أو مخالفة الحكم الصادر في التحكيم النظام العام في السعودية وإذا كان أحد طرفي التحكيم فاقدًا للأهلية عند إبرام الاتفاق وتعذر تقديم دفوع أحد الطرفين إذا فصل اتفاق التحكيم بمسائل لا تدخل ضمن اتفاق التحكيم وإذا تم تشكيل هيئة التحكيم بوجه يخالف للنظام.
يمكن التعرف على المزيد حول: طريقة اصدار وكالة
مزايا التحكيم في السعودية
مزايا مشارطة التحكيم بالسعودية كثيرة. إليك أبرز هذه المزايا:
- يتيح التحكيم للأطراف حرية اختيار الإجراءات التي تناسب طبيعة نزاعهم مثل اختيار المحكمين واللغة ومكان التحكيم، بالإضافة إلى القانون الواجب تطبيقه في حال النزاعات الدولية.
- يتميز التحكيم بسرعة الوصول إلى حلول نهائية بالمقارنة مع المحاكم التقليدية، مما يوفر على الأطراف الكثير من الوقت والتكاليف المرتبطة بالإجراءات القضائية الطويلة.
- تتم إجراءات التحكيم عادةً بسرية تامة ولا يتم الإفصاح عن تفاصيل النزاع أو الحكم إلا بموافقة الأطراف، وهذه الميزة مفيدة للأطراف التي تحاول الحفاظ على سمعتها وعلاقاتها التجارية.
- غالبًا ما يساعد التحكيم في الحفاظ على العلاقات التجارية بين الأطراف المتنازعة بشكل أفضل من اللجوء إلى المحاكم، وذلك عن طريق حل النزاع وديًا.
- يتيح نظام التحكيم للأطراف اختيار المحكمين الذين يتمتعون بالكفاءة والتخصص اللازم لحل الخلاف، مما يمنح الأطراف الأمان والثقة في الحكم الصادر.
الأسئلة الشائعة:
ما أهمية التحكيم في السعودية؟
أهمية مشارطة التحكيم في السعودية تكمن في توفير بدائل أسرع وأكثر مرونة لتسوية النزاعات وديًا، والمساهمة في جذب الاستثمارات. وتخفيف العبء عن المحاكم وتمكينها من التركيز على قضايا آخر.
ما هي طرق التحكيم؟
يوجد التحكيم المُلزم الذي يُلزم أطراف مشارطة التحكيم بتنفيذه، ويوجد التحكيم غير المُلزم، حيث يحق لأحد أطراف التحكيم اللجوء إلى المحكمة للتقاضي.
للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا
المصادر:
