تُعد منازعات العقود التجارية من أكثر القضايا تداولًا أمام المحاكم التجارية في المملكة العربية السعودية، نظرًا لما تشهده البيئة الاستثمارية من توسّع في الأنشطة الاقتصادية وتنوّع في طبيعة التعاملات بين الشركات والأفراد.
فالعقد التجاري ليس مجرد وثيقة مكتوبة، بل هو العمود الفقري الذي يقوم عليه النشاط الاقتصادي، ومن خلاله تُنظَّم الحقوق والالتزامات بين الأطراف بما يضمن استقرار المعاملات وتحقيق الثقة في السوق.
يقدم المكتب خدمات الاستشارات القانونية للشركات ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على مفهوم العقود التجارية في النظام السعودي، وشرح أبرز منازعات العقود التجارية وأسبابها، مع استعراض آليات الحل القانونية والقضائية المعتمدة في المملكة، بما في ذلك اختصاص المحاكم التجارية وأهمية التحكيم التجاري كوسيلة بديلة لتسوية النزاعات.
ما هي العقود التجارية؟
تُعتبر العقود التجارية حجر الأساس في البنية القانونية للمعاملات الاقتصادية داخل المملكة العربية السعودية، إذ تُنظم العلاقات بين التجار والشركات وتحدد بدقة حقوقهم والتزاماتهم المتبادلة، بما يحقق الثقة والاستقرار في بيئة الأعمال ويحد من منازعات العقود التجارية.
وقد نص نظام المحكمة التجارية السعودي في المادة (1) على أن “الأعمال التجارية هي جميع المعاملات التي تتم بين التجار لأغراض تجارية”، وهو ما يعني أن أي عقد يُبرم لغرض الكسب وتحقيق الربح ضمن نشاط تجاري يُعد عقدًا تجاريًا من الناحية النظامية.
وتُستمد هذه الطبيعة التجارية من الهدف الاقتصادي للعقد، لا من صفة الأطراف فقط، فحتى الأفراد يمكن أن يدخلوا في نطاق العقود التجارية إذا كان غرض العقد يتعلق بنشاط تجاري مستمر أو مشروع ربحي منظم.
يمكنك التعرف أيضا على: منازعات الشركاء في الشركات التجارية
أبرز أمثلة العقود التجارية في النظام السعودي
- عقود البيع التجاري التي تُبرم بين الشركات لتوريد أو بيع السلع بالجملة أو التجزئة.
- عقود المقاولات التي تشمل تنفيذ الأعمال أو إنشاء المشاريع بين طرفين على أساس الربح والمقابل المالي.
- عقود الوكالات التجارية والتوزيع المنظمة بموجب نظام الوكالات التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/11) لعام 1382هـ.
- عقود الاستثمار والشراكة التي تُنظم بموجب نظام الشركات السعودي الجديد الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/132) لعام 1443هـ، والذي يحدد العلاقة بين الشركاء ومسؤولياتهم المالية والقانونية.
وتتميز العقود التجارية بأنها تختلف عن العقود المدنية في جوهرها، إذ تقوم على عنصر المضاربة والمخاطرة لتحقيق الربح، كما أن الإثبات فيها أكثر مرونة؛ فيجوز الإثبات بالبينة أو القرائن أو المراسلات التجارية، بخلاف العقود المدنية التي تتطلب الإثبات الكتابي في أغلب الحالات.
كما أن النزاعات الناشئة عنها — أي منازعات العقود التجارية — تُحال إلى المحاكم التجارية المختصة بموجب نظام المحاكم التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/93) لعام 1441هـ، والتي تختص بالنظر في الدعاوى المتعلقة بالأعمال التجارية بين التجار أو الناشئة عن العقود التجارية.
إن فهم طبيعة العقد التجاري من حيث الغرض، والصياغة، والالتزامات القانونية، يُعد الخطوة الأولى لتفادي منازعات العقود التجارية التي قد تترتب عن الغموض في البنود أو الإخلال بالالتزامات. ومن هنا تأتي أهمية الصياغة القانونية الدقيقة، والاستناد إلى الأنظمة السعودية ذات الصلة لضمان حماية الحقوق واستقرار التعاملات التجارية.
منازعات العقود التجارية: الأسباب الشائعة والتحليل القانوني
تُعد منازعات العقود التجارية من أكثر القضايا التي تُعرض على المحاكم التجارية في المملكة العربية السعودية، نظرًا لما تتضمنه هذه العقود من التزامات مالية ومعنوية بين أطراف متعددة تتنوع مصالحهم التجارية.
وغالبًا ما تنشأ هذه المنازعات بسبب اختلاف تفسير البنود أو الإخلال بالالتزامات التعاقدية، أو لوجود غموض في صياغة العقد ذاته.
مفهوم منازعات العقود التجارية في النظام السعودي
يُقصد بـ منازعات العقود التجارية تلك الخلافات القانونية التي تنشأ بين التجار أو الشركات حول تنفيذ أو تفسير عقد تجاري مُبرم بينهم، سواء تعلق الخلاف بتنفيذ الالتزامات، أو تحديد المسؤولية عن الإخلال، أو تقدير التعويضات الناتجة عن الضرر.
وقد نص نظام المحاكم التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/93) لعام 1441هـ في المادة (16) على أن:
“تختص المحكمة التجارية بالنظر في المنازعات الناشئة عن الأعمال التجارية بين التجار، والدعاوى المرفوعة على التاجر بسبب أعماله التجارية الأصلية أو التبعية.”
وهذا النص يؤكد أن منازعات العقود التجارية تقع صراحة ضمن اختصاص المحاكم التجارية، سواء كان أحد الأطراف تاجرًا فردًا أو شركة تجارية.
الأسباب الأكثر شيوعًا في منازعات العقود التجارية
يمكن تصنيف الأسباب القانونية والعملية التي تؤدي إلى منازعات العقود التجارية في المملكة على النحو الآتي:
1. الإخلال بالالتزامات التعاقدية
كعدم تسليم البضاعة في الموعد المحدد أو الامتناع عن سداد المقابل المالي.
وتعد هذه الحالة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى فسخ العقد أو المطالبة بالتعويض استنادًا إلى المادة (97) من نظام المرافعات الشرعية التي تُجيز المطالبة بالتنفيذ أو الفسخ في حال الإخلال الجسيم.
2. الغموض أو التناقض في بنود العقد
كثير من منازعات العقود التجارية تنشأ بسبب صياغة غير دقيقة لبنود الاتفاق، خصوصًا في تحديد الكميات أو الأسعار أو آليات التنفيذ.
لذلك يُنصح دائمًا بالاستعانة بمستشار قانوني متخصص في العقود التجارية قبل التوقيع.
3. سوء النية أو التلاعب في التنفيذ
مثل قيام أحد الأطراف بإخفاء معلومات جوهرية أو تغيير شروط التنفيذ بعد توقيع العقد، وهو ما قد يرقى إلى الغش التجاري وفقًا لنظام مكافحة الغش التجاري الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/19) لعام 1429هـ.
4. الظروف الطارئة أو القوة القاهرة
حيث قد تتعطل الالتزامات بسبب حوادث غير متوقعة كالأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية.
ويعترف القضاء السعودي بمبدأ “القوة القاهرة” وفقًا للمادة (94) من نظام المحكمة التجارية القديم والمبادئ القضائية المستقرة لدى المحكمة العليا.
5. الاختلاف في تفسير البنود التعاقدية
تلعب صياغة النصوص التعاقدية دورًا محوريًا في النزاعات، خاصةً إذا لم تُحدد الجهة المختصة أو القانون الواجب التطبيق بوضوح.
أمثلة تطبيقية على منازعات العقود التجارية في المحاكم السعودية
- حكم محكمة تجارية في الرياض (رقم ٢٣٤/ت/١٤٤٣هـ):
قضت المحكمة بإلزام شركة مقاولات بدفع تعويض مالي قدره 1.2 مليون ريال لمورّد بعد إخلالها بعقد توريد مواد بناء، معتبرة أن التأخير غير المبرر يمثل إخلالًا جوهريًا بالعقد.
- قضية أخرى أمام لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية:
صدر فيها قرار بإلزام وسيط مالي بتعويض عميله بعد أن أجرى تعاملات دون تفويض رسمي، وهو ما اعتُبر مخالفة صريحة لبنود العقد التجاري بين الطرفين.
المبدأ النظامي الحاكم
تؤكد المحاكم التجارية السعودية أن الأصل في منازعات العقود التجارية هو تنفيذ العقد بحسن نية، وفقًا لمبدأ “العقد شريعة المتعاقدين”، ما لم يتضمن العقد نصًا مخالفًا للنظام العام أو الآداب.
ويُستند في ذلك إلى القاعدة العامة في الفقه الإسلامي:
“المؤمنون عند شروطهم، إلا شرطًا أحلّ حرامًا أو حرّم حلالًا”.

اختصاص المحاكم التجارية في الفصل في منازعات العقود التجارية
يُعد تحديد اختصاص المحاكم التجارية في منازعات العقود التجارية من أهم الضمانات التي يكفلها النظام القضائي السعودي لحماية بيئة الاستثمار والتجارة.
إذ إن هذه المحاكم تمثل الجهة المختصة نوعيًا بنظر جميع الخلافات التي تنشأ عن تنفيذ أو تفسير العقود ذات الطابع التجاري بين التجار أو الشركات.
الإطار النظامي لاختصاص المحاكم التجارية
نص نظام المحاكم التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/93) وتاريخ 15/8/1441هـ، في المادة (16) على أن:
“تختص المحكمة التجارية بالنظر في المنازعات الناشئة عن الأعمال التجارية بين التجار، والدعاوى المرفوعة على التاجر بسبب أعماله التجارية الأصلية أو التبعية، والدعاوى والمخالفات الناشئة عن تطبيق أحكام نظام الشركات ونظام الإفلاس ونظام السوق المالية.”
وبذلك يتضح أن منازعات العقود التجارية، مثل نزاعات المقاولات، أو التوريد، أو التوزيع، أو الشراكة، تقع ضمن الاختصاص الأصيل للمحاكم التجارية دون غيرها.
دور المحاكم التجارية في تسوية منازعات العقود التجارية
تلعب المحاكم التجارية دورًا محوريًا في تحقيق العدالة الاقتصادية من خلال ما يلي:
1. الفصل السريع والمنظم في المنازعات
بفضل الإجراءات الإلكترونية المتطورة في منصة “ناجز”، أصبحت القضايا التجارية تُدار بكفاءة عالية، مما يُقلّل من تأخر البت في منازعات العقود التجارية.
2. ضمان حياد القاضي المتخصص
تتألف هذه المحاكم من قضاة ذوي خبرة في القوانين التجارية والأنظمة الحديثة، وهو ما يضمن فهمًا عميقًا لطبيعة العقود وأعراف التجارة.
3. تطبيق القواعد النظامية الدقيقة
تستند المحاكم إلى نظام المحاكم التجارية ونظام المرافعات الشرعية ونظام الإثبات الجديد، لضمان وضوح الأحكام وتوحيد الاجتهاد القضائي في منازعات العقود التجارية.
4. إمكانية تسوية النزاع بالوسائل البديلة
مثل التحكيم التجاري أو الوساطة قبل صدور الحكم، وفق المادة (21) من نظام المحاكم التجارية التي تجيز للمحكمة تشجيع الأطراف على التسوية الودية متى أمكن.
مثال تطبيقي
في إحدى القضايا المنظورة أمام المحكمة التجارية بجدة (رقم 456/ت/1444هـ)، أقام مستثمر دعوى ضد شريكه لعدم تنفيذ التزاماته في عقد شراكة تجارية.
نظرت المحكمة القضية استنادًا إلى المادة (16) من نظام المحاكم التجارية، وأصدرت حكمًا بإلزام الشريك المخالف بسداد نصيبه من رأس المال وتعويض الطرف المتضرر عن الخسائر.
ويُعد هذا الحكم نموذجًا لتطبيق اختصاص المحاكم التجارية في منازعات العقود التجارية عمليًا على أرض الواقع.
أهمية تحديد جهة الاختصاص
- يضمن تحديد جهة الاختصاص منذ البداية سرعة الفصل في القضية، ويمنع تضارب الأحكام بين المحاكم العامة والتجارية.
- كما يُعزز الثقة في القضاء التجاري ويُشجع المستثمرين المحليين والأجانب على إبرام عقودهم داخل المملكة بثقة قانونية كاملة.

أهم طرق تسوية منازعات العقود التجارية في السعودية
تُولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بآليات تسوية منازعات العقود التجارية بشكل عادل وسريع، بما يتوافق مع الأنظمة القضائية الحديثة ويُحافظ على استقرار بيئة الاستثمار.
تتنوع طرق حل هذه المنازعات بين الوسائل القضائية والبديلة، بحيث تتيح للأطراف اختيار المسار الأنسب وفقًا لطبيعة النزاع وطبيعة العلاقة التعاقدية بينهم.
أولاً: التسوية الودية: الحل الذكي قبل التقاضي
تُعد التسوية الودية أولى الوسائل المعتمدة لتقليل عدد القضايا المنظورة أمام المحاكم.
فوفقًا لتوجيهات وزارة العدل وهيئة تسوية المنازعات التجارية، يتم تشجيع الأطراف على الوصول إلى اتفاق بالتراضي قبل رفع الدعوى رسميًا.
وتُستخدم هذه الآلية بكثرة في منازعات العقود التجارية المتعلقة بالمقاولات، والوكالات، والتوريد، لما توفره من حفظ للوقت والمال، مع بقاء العلاقة التجارية قائمة بين الطرفين.
ثانياً: التحكيم التجاري: وسيلة احترافية لحسم الخلافات
يُعد التحكيم أحد أبرز الوسائل النظامية لحل منازعات العقود التجارية، حيث يمنح الأطراف حرية اختيار المحكمين المتخصصين في المجال التجاري.
وقد نظم نظام التحكيم السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/34) وتاريخ 24/5/1433هـ، إجراءات التحكيم وضمان حياد المحكمين وسرعة الفصل في النزاعات.
المادة (7) من نظام التحكيم
نصّت المادة على ما يلي:
“يجوز للأطراف الاتفاق على أن يُحال النزاع الناشئ عن عقد معين إلى التحكيم، سواء قبل نشوء النزاع أو بعده.”
هذه المادة تمنح مرونة كبيرة للشركات التجارية لتضمين شرط التحكيم ضمن عقودها، خصوصًا في منازعات العقود التجارية التي تتطلب خبرة مالية وفنية دقيقة.
ثالثاً: اللجوء إلى المحاكم التجارية
في حال تعذر التسوية الودية أو التحكيم، تُرفع الدعوى إلى المحاكم التجارية المختصة بنظر منازعات العقود التجارية.
ويتم رفع الدعوى إلكترونيًا عبر منصة “ناجز” التابعة لوزارة العدل، مع إرفاق المستندات المؤيدة للعقد والضرر الواقع.
وقد نصت المادة (16) من نظام المحاكم التجارية على اختصاص المحكمة بنظر القضايا المتعلقة بالعقود التجارية بين التجار أو الشركات.
وتُعد هذه المرحلة الملاذ الأخير لضمان استرداد الحقوق وتنفيذ الالتزامات القانونية عبر حكم قضائي واجب التنفيذ.
رابعاً: الوساطة التجارية: طريق سريع للاتفاق
الوساطة تُعد خيارًا مميزًا لحل منازعات العقود التجارية عبر طرف ثالث محايد يساعد الطرفين على الوصول إلى حل يرضي الجميع.
وقد تم تنظيمها بموجب نظام الوساطة السعودي الصادر في عام 1444هـ، الذي يهدف إلى تعزيز ثقافة التسويات السلمية خارج أروقة المحاكم.
وتُستخدم الوساطة بشكل كبير في النزاعات طويلة الأمد، مثل عقود الشراكات التجارية أو المشاريع الاستثمارية الكبرى.
مثال عملي
في قضية بين شركتين لتوريد المعدات الصناعية، نشأ خلاف حول جودة المواد المسلمة.
تم اللجوء أولاً إلى التسوية الودية عبر مكتب محاماة مختص، وتم الاتفاق على خصم جزء من المبلغ المستحق دون رفع القضية للمحكمة.
هذه الحالة تُبرز فعالية الحلول البديلة في تسوية منازعات العقود التجارية دون خسارة العلاقات التجارية بين الأطراف.
نصائح قانونية لتجنّب منازعات العقود التجارية
تجنّب منازعات العقود التجارية لا يتحقق بالصدفة، بل هو نتيجة تخطيط دقيق وفهم عميق للجوانب القانونية والتنظيمية التي تحكم العلاقات التجارية في السعودية.
فيما يلي أهم الإرشادات التي تساعدك على حماية مصالحك وتفادي الدخول في نزاعات طويلة ومكلفة:
1. صياغة العقد بلغة قانونية واضحة
- أكبر سبب لوقوع منازعات العقود التجارية هو الغموض في الصياغة أو استخدام عبارات فضفاضة.
- لذا يجب أن تتم صياغة العقد بواسطة محامٍ متخصص يضمن وضوح الالتزامات والحقوق لكل طرف، ويحدد بوضوح الجزاءات في حالة الإخلال بأي بند.
2. التحقق من أهلية الطرف الآخر
- قبل توقيع أي عقد، تأكد من الوضع القانوني للطرف المقابل: هل هو مسجل في السجل التجاري؟ هل لديه التراخيص المطلوبة؟
- هذه الخطوة البسيطة تمنع كثيرًا من منازعات العقود التجارية الناتجة عن التعامل مع جهات غير نظامية.
3. توثيق جميع المعاملات والمراسلات
- يُنصح دائمًا بتوثيق كل اتفاق أو تعديل يطرأ على العقد كتابةً أو عبر البريد الإلكتروني الرسمي.
- فالتوثيق هو سلاحك القانوني الأول عند حدوث منازعات العقود التجارية، ويساعد المحكمة على الفصل في النزاع بسرعة ودقة.
4. تضمين بند التحكيم أو الوساطة في العقد
- إضافة بند التحكيم أو الوساطة داخل العقود التجارية يُعد من أفضل وسائل الوقاية من النزاعات.
- فبدلاً من اللجوء إلى المحاكم، يمكن حل الخلاف وديًا وبسرعة، ما يخفف الضغط على القضاء ويُبقي العلاقات التجارية مستقرة.
5. الالتزام بالمواعيد الزمنية للتنفيذ
- كثير من منازعات العقود التجارية تنشأ بسبب تأخير التسليم أو السداد.
- لذا يجب تحديد مواعيد نهائية دقيقة للتنفيذ، مع فرض غرامات تأخيرية واضحة تضمن الجدية في الالتزام.
6. مراجعة البنود المالية بدقة
- ينبغي التأكد من وجود تفاصيل كاملة حول الأسعار، الدفعات، وطريقة التحصيل.
- أي غموض في هذه البنود قد يؤدي إلى منازعات العقود التجارية يصعب حسمها لاحقًا دون خسائر مالية كبيرة.
7. استشارة محامٍ متخصص قبل توقيع العقد
- الاستشارة القانونية المسبقة ليست ترفًا، بل ضرورة لتجنب المخاطر.
- فالمحامي المتخصص في منازعات العقود التجارية يمكنه اكتشاف الثغرات القانونية مبكرًا ووضع حلول وقائية فعّالة.
يمكنك التعرف أيضا على: دور القضاء في الشركات التجارية
ختاما، يمكن القول إن منازعات العقود التجارية تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه التجار والمستثمرين في السوق السعودي، خصوصًا في ظل تنوع الأنشطة التجارية واتساع نطاق التعاملات.
إن الوعي القانوني المسبق، وصياغة العقود وفق الأصول النظامية، والالتزام بمبدأ الشفافية في التعامل، كلها عوامل جوهرية للوقاية من هذه المنازعات قبل وقوعها.
ولأن التعامل مع منازعات العقود التجارية يتطلب معرفة دقيقة بنظام المحاكم التجارية ونظام التحكيم السعودي، فإن الاستعانة بمحامٍ مختص تُعد خطوة استراتيجية تحمي مصالحك وتضمن لك استرداد حقوقك بأقصر وقت ممكن.
فالفصل في مثل هذه المنازعات لا يعتمد فقط على بنود العقد، بل على الأدلة والإجراءات القانونية الصحيحة التي تُقدَّم أمام الجهة القضائية المختصة.
إذا واجهت نزاعًا تجاريًا أو ترغب في مراجعة عقدك قبل التوقيع عليه، لا تتردد في التواصل مع فريقنا القانوني المختص في منازعات العقود التجارية لضمان حماية مصالحك التجارية وفقًا للقوانين السعودية الحديثة.
أسئلة شائعة
ما الجهة المختصة بالنظر في منازعات العقود التجارية في السعودية؟
تختص المحاكم التجارية بالفصل في جميع منازعات العقود التجارية بين الشركات أو التجار، وذلك وفقًا لما نصت عليه المادة (16) من نظام المحاكم التجارية الصادر عام 1441هـ.
هل يمكن حل منازعات العقود التجارية وديًا دون اللجوء للمحاكم؟
نعم، يُمكن حل النزاعات عبر الوساطة أو التحكيم إذا كان العقد يتضمن بندًا ينص على ذلك، كما أن المركز السعودي للتحكيم التجاري يوفر آلية احترافية وسريعة للفصل في منازعات العقود التجارية دون إجراءات قضائية مطوّلة.
كم تستغرق مدة الفصل في منازعات العقود التجارية؟
تعتمد المدة على نوع العقد وحجم النزاع، لكن نظام المحاكم التجارية السعودي حدد مدة زمنية للفصل لا تتجاوز 180 يومًا من تاريخ قيد الدعوى، لضمان سرعة البتّ في منازعات العقود التجارية.
ما العقوبات المترتبة على الإخلال بالعقود التجارية؟
العقوبات تختلف حسب نوع الإخلال، وقد تشمل التعويض المالي للطرف المتضرر، أو الفسخ القضائي للعقد، إضافة إلى المنع من مزاولة النشاط التجاري في بعض الحالات الجسيمة، وفق ما يقرره القاضي المختص بنظر منازعات العقود التجارية.
للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا
المصادر

