الفرق بين التشهير وتشويه السمعة وأثرهما على الأفراد

الفرق بين التشهير وتشويه السمعة ليس مجرد تلاعب لغوي، بل هو تمييز قانوني دقيق يفصل بين جريمة علنية تمس الكرامة والاعتبار العام، وبين إساءة خفية قد تدمّر السمعة ببطء دون أن تُنشر على نطاق واسع.

في النظام السعودي، كلا الفعلين يُعدان من الأفعال المجرّمة لما لهما من أثر خطير على الأفراد والمجتمع، إذ نصت الأنظمة الجزائية ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية على عقوبات مشددة بحق من يعتدي على سمعة الآخرين سواء عبر النشر أو الإشاعة أو الاتهام الباطل.

يقدم المكتب خدمات تقديم المشورة القانونية للأفراد ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.

سيتناول هذا المقال شرحًا موسعًا حول الفرق بين التشهير وتشويه السمعة، مع بيان الأحكام النظامية ذات العلاقة، وشروط رفع الدعوى، والنصائح القانونية للتعامل مع مثل هذه القضايا في ضوء الأنظمة السعودية الحديثة.

جدول المحتويات

الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

إن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة ليس مجرد تباين لغوي في المصطلحات، بل هو اختلاف جوهري من حيث الركائز القانونية والنتائج المترتبة على كل منهما.

فالقانون السعودي، من خلال نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ونظام المطبوعات والنشر، وضع حدودًا دقيقة لتحديد متى يكون الفعل تشهيرًا يُعاقب عليه جزائيًا، ومتى يُعد تشويهًا للسمعة يستوجب التعويض المدني دون العقوبة الجنائية.

يمكنك التعرف أيضا على: كيفية الحماية من الجرائم الإلكترونية

1.    التعريف والمضمون

التشهير: هو نشر أو إذاعة محتوى (نص، صورة، تسجيل، إشاعة، أو خبر) يهدف إلى الإساءة إلى شخص أو جهة بطريقة علنية تُسهم في تضخيم الضرر على سمعة هذا الشخص بين الجمهور.

تشويه السمعة: مفهوم أوسع من التشهير، فهو يشمل أي فعل أو قول يقلل من احترام أو قيمة الفرد أو يُشوّه صورته، حتى لو لم يكن النشر علنيًا، كأن يتم تداول الإهانة أو الافتراء في محيط محدود لكنه مؤثر.

2.    النية والقصد

عند تحليل الفرق بين التشهير وتشويه السمعة من زاوية القصد، نجد أن التشهير غالبًا يتضمن نية مباشرة لإلحاق الضرر بالآخر علنًا، في حين أن تشويه السمعة قد يحدث عرضًا أو دون نية مباشرة، مثل نقل كلام مسيء أو نشر معلومات غير مؤكدة تُفهم منها الإساءة.

3.    الوسيلة المستخدمة

التشهير يتطلب وسيلة نشر عامة مثل منصات التواصل الاجتماعي، أو الصحف، أو القنوات الإعلامية.

بينما تشويه السمعة قد يحدث في نطاق محدود، عبر رسائل خاصة أو كلام متداول، لكنه يظل مضرًا بسمعة الشخص ومكانته الاجتماعية.

وهنا يظهر بوضوح الفرق بين التشهير وتشويه السمعة من حيث نطاق الانتشار والتأثير.

4.    الإثبات والعقوبة

في التشهير، يشترط وجود دليل على النشر العلني، كمنشور إلكتروني، أو مادة إعلامية منشورة، أو محتوى تمت مشاركته على نطاق عام.

أما في تشويه السمعة، فيكفي وجود دليل على الضرر الفعلي الذي لحق بالمجني عليه، مثل فقدان وظيفة أو تدهور علاقاته الاجتماعية أو المهنية.

يعاقب التشهير وفق المادة (3) من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالسجن لمدة تصل إلى سنة وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال.

أما تشويه السمعة فيُعالج غالبًا بالتعويض المدني، ولا يرتقي إلى العقوبة الجزائية إلا إذا تضمن عناصر التشهير العلني أو الكذب المتعمد.

5.    الأثر القانوني

التمييز بين التشهير وتشويه السمعة يؤدي إلى اختلاف المسار القضائي:

  • التشهير: قد ينتج عنه دعوى جزائية يتولاها الادعاء العام إلى جانب الدعوى المدنية للتعويض.
  • تشويه السمعة: يُرفع عادة كدعوى مدنية للمطالبة بالتعويض المعنوي أو المادي فقط.

وبذلك، يمكن القول إن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة يقوم على ثلاثة محاور أساسية:

  • القصد.
  • العلانية.
  • طبيعة الضرر.

فما كان علنيًا ومقصودًا للإساءة عُدّ تشهيرًا، وما كان ضمنيًا أو محدود النطاق عُدّ تشويهًا للسمعة يستوجب التعويض دون العقوبة الجنائية.

الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

حكم تشويه سمعة شخص الشرعي والقانوني

من المهم لفهم الفرق بين التشهير وتشويه السمعة أن نُدرك أن كليهما لا يقتصر على الضرر الاجتماعي فحسب، بل يمتدان إلى نطاقٍ شرعي وقانوني واسع، حيث يُعدّان من الأفعال المجرّمة شرعًا ونظامًا في المملكة العربية السعودية، لما فيهما من انتهاك لكرامة الأفراد وعدوان على حقوقهم المعنوية.

أولًا: الحكم الشرعي

من الناحية الشرعية، فإن تشويه السمعة والتشهير يُعتبران من كبائر الذنوب، لما فيهما من تعدٍ على الأعراض وإيذاء الناس بالكلمة أو الفعل، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يدل على حرمة ذلك بوضوح.

قال تعالى:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا”

(سورة الحجرات، الآية 12)

وقال النبي ﷺ:

“إيّاكم والظن فإن الظن أكذب الحديث”

“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”

وهذه النصوص تضع أساسًا أخلاقيًا قويًا للحد من ظواهر التشهير وتشويه السمعة، وتُبرز أن الكلمة قد تكون أداة هدم اجتماعي لا تقل خطورة عن الفعل المادي.

كما أن الشريعة تُفرّق بين النقد البنّاء المباح شرعًا وبين التشهير المحرّم، فالنقد المشروع يكون لغرض الإصلاح أو النصح، بينما التشهير يكون بغرض الإضرار والإهانة، وهذا هو جوهر الفرق بين التشهير وتشويه السمعة من منظور فقهي وأخلاقي.

ثانيًا: الحكم القانوني في السعودية

أما من الناحية النظامية لـ الفرق بين التشهير وتشويه السمعة، فقد أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بحماية الأفراد من جرائم التشهير وتشويه السمعة، وأقرت أنظمة صريحة لمواجهتها، أبرزها:

نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية

تنص المادة الثالثة من النظام على أن:

“من يقوم بالتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين.”

وهذا النص يوضّح أن المشرّع السعودي اعتبر التشهير الإلكتروني صورة واضحة من صور انتهاك السمعة، وأدخلها ضمن نطاق التجريم الجزائي المباشر.

نظام المطبوعات والنشر

يُعاقب هذا النظام كل من ينشر أخبارًا كاذبة أو إشاعات أو مواد مسيئة دون وجه حق أو ترخيص، كما أوجب على الناشر تصحيح الخطأ وتحمل التبعات المالية في حال صدور حكم ضده.

وفي الحالات التي يُثبت فيها القضاء واقعة التشهير أو تشويه السمعة، قد تُلزم المحكمة الجاني بنشر الحكم الصادر بحقه على نفقته الخاصة كنوع من التصحيح العام ورد الاعتبار للمجني عليه.

مثال قضائي تطبيقي

في إحدى القضايا، قام موظف بنشر تغريدة تحتوي على اتهامات غير موثقة ضد شركته، وبعد التحقق، قضت المحكمة بإدانته بجريمة التشهير الإلكتروني، وألزمته بحذف المنشور، والاعتذار العلني، ودفع تعويض مالي.

ويُظهر هذا المثال أن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة يتحدد وفق نية الفاعل، ووسيلة النشر، وطبيعة الأثر الناتج عن الفعل، فبينما يسمح النظام بالنقد الهادف بشروط محددة، فإنه لا يقبل بأي حال نشر أو تداول ما يضر بسمعة الغير دون دليل أو مسوغ نظامي.

باختصار، من الناحية الشرعية والقانونية، فإن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة يقوم على العلنية والقصد.

فما كان علنيًا ومتعمدًا للإضرار يُعد تشهيرًا يُعاقب عليه بالسجن أو الغرامة،

وما كان غير علني لكنه سبب ضررًا فعليًا بالسمعة يُعد تشويهًا يستوجب التعويض المدني ورد الاعتبار.

الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

شروط رفع قضية تشويه سمعة

لكي تُقام دعوى ناجحة للمطالبة بالتعويض أو الجزاء في قضايا السمعة، يجب توفر مجموعة من الشروط القانونية الدقيقة، وهي أيضًا ما يوضح الفرق بين التشهير وتشويه السمعة من حيث نطاق الفعل وأثره القانوني.

1.    وجود فعل يدخل ضمن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

يجب أن يكون الفعل قد تجاوز مجرد النقد إلى المساس بسمعة الشخص أو نشر معلومات غير صحيحة أو مهينة، كأن يُنشر خبر مسيء أو اتهام بلا دليل عبر وسائل عامة أو إلكترونية.

2.    العنصر المعنوي (القصد)

لا بد من إثبات أن الفاعل تعمّد الإضرار بسمعة المجني عليه، أو أنه كان على علم بأن تصرفه سيؤدي إلى أذى معنوي أو مادي، وهو عنصر يميز بين سوء الفهم والتشهير المتعمد.

3.    العلانية أو الانتشار

أحد أهم الفروق في الفرق بين التشهير وتشويه السمعة هو أن التشهير يشترط العلانية؛ أي أن يصل المحتوى المسيء إلى جمهور عام أو فئة من الناس، لا أن يكون حديثًا شخصيًا أو مغلقًا.

4.    تحقق الضرر الفعلي أو المحتمل

يُشترط أن يكون الضرر ملموسًا، مثل فقدان الثقة الاجتماعية، أو خسارة مالية، أو ضرر نفسي نتيجة التشهير أو تشويه السمعة.

5.    انتفاء الموانع النظامية

إذا كان الفعل صادرًا عن جهة رسمية أو موظف أثناء تأدية عمله ضمن صلاحياته، فقد لا يُعد تشهيرًا إذا كان في إطار المصلحة العامة أو تنفيذًا لنص نظامي.

6.    التقيد بالمدد القانونية

من الضروري رفع الدعوى خلال المدة المحددة في نظام المطبوعات والنشر أو نظام الجرائم المعلوماتية، إذ يسقط الحق بعد مضي المدة دون تحرك قانوني.

وعند توافر هذه الشروط، يمكن للمتضرر رفع الدعوى أمام المحكمة المختصة للمطالبة بالتعويض المناسب، وإزالة المحتوى المسيء، وإلزام الجاني بنشر اعتذار رسمي إذا رأت المحكمة ذلك مناسبًا.

أثر التشهير وتشويه السمعة على الأفراد

الأضرار التي تُلحقها هذه الأفعال قد تكون عميقة وبالية، وتؤثر في جوانب عدة:

  • الضرر النفسي والمعنوي: شعور بالإحراج، الاكتئاب، تضرر الثقة بالنفس، العزلة الاجتماعية.
  • الضرر المهني والوظيفي: فقدان عمل، تعطّل التعاقدات، رفض التعامل المهني مع المتضرر.
  • الضرر المالي: خسائر مادية بسبب فقدان عمل أو فرص أو تسوية دعاوى مالية.
  • الضرر الاجتماعي: العزل داخل المجتمع، تشويه الصورة العامة، تأثر العلاقات الأسرية أو الاجتماعية.

هذه الأضرار تجعل من التفريق بين التشهير وتشويه السمعة ليس مجرّد هُواء قانوني، بل ضرورة لوضع الخطة المناسبة للتعويض أو الرد القانوني.

نصائح لتجنب الوقوع في قضايا التشهير وتشويه السمعة

في ضوء ما أوضحناه حول الفرق بين التشهير وتشويه السمعة، من المهم أن يعي الأفراد أن الكلمة أو المنشور قد يتحول بسهولة من “رأي شخصي” إلى “مسؤولية قانونية”، لذلك يُستحسن الالتزام بالنصائح التالية:

1.    تحقق من صحة المعلومات قبل نشرها

لا تنشر أي معلومة عن شخص أو جهة ما لم تكن موثقة ومبنية على مصادر رسمية أو حقائق ثابتة، فالقانون لا يحمي من يتداول الإشاعات.

2.    تجنّب الألفاظ الجارحة أو التلميحات المسيئة

حتى دون ذكر الأسماء، يمكن اعتبار الوصف أو التلميح نوعًا من التشهير إذا كان المتابعون قادرين على فهم المقصود.

3.    اعرف الفرق بين النقد والتشهير

النقد البنّاء مسموح إذا كان يهدف للإصلاح دون تجريح أو إساءة، بينما التشهير يقوم على نية الإضرار أو نشر السوء عن الغير. معرفة الفرق بين التشهير وتشويه السمعة تساعدك على استخدام حقك في التعبير دون تجاوز القانون.

4.    استشر محاميًا قبل النشر في القضايا الحساسة

بعض المواضيع القانونية أو المجتمعية تحتاج صياغة دقيقة لتجنب مخالفة نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية أو نظام المطبوعات والنشر.

5.    احتفظ بالأدلة في حال التعرض للإساءة

إذا كنت ضحية تشهير أو إساءة، احتفظ بلقطات الشاشة أو الروابط قبل حذفها، فهذه الأدلة ضرورية لإثبات الواقعة أمام القضاء.

6.    احترم الخصوصية في وسائل التواصل

نشر صور أو معلومات شخصية دون إذن يُعد من صور التشهير أو تشويه السمعة، حتى لو لم تتضمن إساءة لفظية.

باتباع هذه الإرشادات، يمكن لكل فرد أن يحمي نفسه من المساءلة القانونية، وأن يساهم في نشر ثقافة احترام الحقوق الرقمية والسمعة الإنسانية، بما يتوافق مع الأنظمة السعودية الحديثة.

يمكنك التعرف أيضا على: أنواع الجرائم الإلكترونية

الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

ختاما، يمكن القول إن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة ليس مجرد تلاعب بالألفاظ، بل هو فارق قانوني جوهري يحدد مصير القضايا في المحاكم السعودية.

فالتشهير يُعد جريمة جزائية تستوجب العقوبة وفق نظام الجرائم المعلوماتية أو نظام المطبوعات والنشر، بينما تشويه السمعة قد يدخل ضمن نطاق المسؤولية المدنية ويُرتب حقًّا بالتعويض.

وإذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية أو تمثيل قضائي في قضايا التشهير أو تشويه السمعة، يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الإلكتروني، وسيتولى فريقنا القانوني المختص دراسة حالتك بدقة وتقديم الدعم اللازم لحماية حقوقك وسمعتك.

أسئلة شائعة

ما هو الفرق بين التشهير وتشويه السمعة من حيث العقوبة؟

العقوبة في حالة التشهير غالبًا تكون جزائية، كالسجن أو الغرامة، لأن الفعل يتم علنًا ويؤثر على الرأي العام، بينما تشويه السمعة قد يقتصر على التعويض المدني إذا لم يتحقق شرط النشر العلني.

هل يمكن رفع دعوى إذا حدث تشويه سمعة عبر محادثات خاصة؟

نعم، إذا تسببت تلك المحادثات في ضرر فعلي، كخسارة وظيفة أو إساءة سمعة الشخص في بيئته المهنية، يمكن رفع دعوى مدنية لإثبات الضرر والمطالبة بالتعويض، حتى لو لم يتحقق التشهير العلني.

كيف يمكن إثبات الفرق بين التشهير وتشويه السمعة أمام المحكمة؟

يُعتمد في الإثبات على وسائل النشر، وسياق الكلام، وعدد الأشخاص الذين اطّلعوا عليه، إضافة إلى نية الفاعل، فإذا وُجد نشر علني وقصد واضح للإساءة، فالقضية تُصنّف كتشهير، أما إن كان الضرر محدود النطاق فتُعامل كتشويه سمعة.

هل النقد العلني يُعتبر تشهيرًا؟

ليس بالضرورة، فالنظام السعودي يفرّق بين النقد الموضوعي المبني على حقائق والموجه للمصلحة العامة، وبين نشر اتهامات أو ألفاظ مسيئة تمس كرامة شخص معين، وهو ما يدخل ضمن الفرق بين التشهير وتشويه السمعة.

ما الخطوة الأولى إذا تعرّضت لتشهير أو تشويه سمعة؟

يُنصح بتوثيق الأدلة فورًا (صور، محادثات، روابط)، ثم التوجه إلى محامٍ مختص لتقييم الحالة ورفع دعوى أمام الجهة المختصة سواء كانت النيابة العامة أو المحكمة المدنية، بحسب طبيعة الفعل والضرر.

 

للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا

المصادر

نظام مكافحة جرائم المعلوماتية