تُعتبر عملية توزيع التركة وحساب الورث من القضايا المهمة التي تثير اهتمام العديد من الأشخاص، حيث تمثل هذه العملية مرحلة حاسمة بعد وفاة الفرد، مما يستدعي اتباع إجراءات قانونية دقيقة وفقًا للأنظمة المحلية. في المملكة العربية السعودية، يتم التعامل مع مسألة توزيع التركات وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث تستند هذه العملية إلى مبادئ دينية وأحكام قانونية محددة.
تُعد عملية توزيع التركة وحساب الورث في السعودية عملية حساسة تتطلب الالتزام بالأسس الشرعية والقانونية وتوجيهات الجهات المختصة. كما ينبغي على الورثة أن يكونوا على دراية بحقوقهم وواجباتهم، وأن يلتزموا بالإجراءات المحددة لضمان سير عملية التوزيع بشكل سلس وعادل.
أسهل طريقة لـ توزيع الحصص الورثية
عندما يُولد الإنسان حياً، تُثبت له أهلية الوجوب، وهي تعني قدرته على اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات. تستمر هذه الأهلية ما دام الشخص على قيد الحياة، وعند وفاته تُفك هذه الأهلية وتنتقل إلى ورثته. كل ما كان يمتلكه في حياته ينتقل مباشرة إلى ملكية ورثته، ولا يحق لأحد إخفاء التركة عنهم أو تعطيل قسمة الميراث وحساب الورث. فكل أموال التركة أصبحت ملكاً للورثة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”، وأيضاً: “فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ” (رواه البخاري). لذا، فإن التعدي على أموال التركة يُعتبر تعدياً على مال الغير.
إذا اتفق الورثة على عدم تقسيم التركة وحساب الورث كلياً أو جزئياً، فلا حرج في ذلك، لأن المال ملكهم ولهم الحق في التصرف فيه كما يشاءون شرعاً. ومتى ما رضي أحد الورثة بترك قسمة نصيبه، فإن له ذلك. يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم”.
إذا أراد أحد الورثة الحصول على نصيبه من الإرث، يجب أن يُعطى حقه ولا يُمنع منه، بل ينبغي عليه البحث عن أسهل طريقة لتقسيم الميراث بما يضمن له حقوقه. يمكن أن يتم حساب الورث وفقاً للمقادير الشرعية، أو تُحوّل إلى ما يقبل القسمة. هنا، سنستعرض أسهل طريقة لـ حساب الورث وتقسيمه.
أهمية المبادرة بقسمة التركة و حساب الورث
كما ذكرنا، كانت التركة ملكاً للمورث ثم انتقلت ملكيتها للورثة دون جهد. هذه الأموال مختلطة، وبعضها ملك مشاع بين الورثة مثل الأراضي والعقارات والأسهم.
بسبب قرب وفاة المورث، يكون الطمع والحرص على الأموال ضعيفين أو مفقودين. ومع مرور الوقت، قد ينسى الورثة الحزن، وتبدأ الأثرة والحرص في النفوس، مما يؤدي إلى ظهور ظنون سيئة بينهم. ومع طول العهد، يستطيع الشيطان أن يُشعل هذه الظنون، مما يؤدي إلى خلافات ونزاعات.
لذا، فإن أسهل طريقة لتقسيم الميراث وقطع تلك الظنون والنزاعات هي المبادرة بتوزيع التركة وحساب الورث بين الورثة بعد وفاة المورث، بينما لا تزال النفوس هادئة.
أهمية التراضي بين الورثة في تقدير الحصص الإرثية
عند المبادرة إلى تقسيم الإرث، يتفق الورثة على القسمة، مما يُقلل من المشاحة بينهم. عند تقسيم التركة، خاصة إذا كانت تحتوي على أموال غير منقولة، قد يكون هناك تفاوت في الحصص. لذا، لضمان سير قسمة الإرث وحساب الورث بشكل سريع، يجب أن يكون هناك تراضٍ بين الورثة، وتوثيق هذا الاتفاق والإشهاد عليه لتفادي أي نزاع مستقبلي.
الحقوق التي تسبق توزيع التركات و حساب الورث
عند وفاة الشخص، تنتقل ممتلكاته إلى ورثته وفقًا لنصيب كل منهم. ومع ذلك، هناك حقوق يجب تسويتها من التركة قبل توزيع ما تبقى بين الورثة وحساب الورث. وقد حدد نظام الأحوال الشخصية هذه الحقوق في المادة الثامنة والتسعين بعد المائة، وهي كالتالي:
- تجهيز الميت بشكل لائق، حيث يتم تقديم جميع خدمات تجهيز الميت وغسله ودفنه مجانًا في المملكة العربية السعودية.
- سداد الديون، ويشمل ذلك الديون المرتبطة بأعيان من التركة.
- تنفيذ الوصية، على أن لا تتجاوز الوصية ثلث التركة.
بعد تسوية هذه الحقوق وتنفيذها، يتم توزيع ما تبقى من التركة بين ورثة المتوفى، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى بعد ذكر أنصبة الورثة: “من بعد وصية يوصى بها أو دين”، مما يعني أن القسمة وحساب الورث تتم بعد سداد الديون وتنفيذ الوصايا.
كيفية تقسيم الورث و تحديد نصيب كل وارث
خصص الله قسمة المواريث لنفسه، ووضحها في كتابه الكريم، وذلك في بداية سورة النساء حيث قال: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان…”، وذلك لمنع أي تمييز أو اجتهاد أو ظلم تجاه الورثة. في الآية الأولى من آيات المواريث، يؤكد الله تعالى أن الرجال والنساء متساوون في حق الإرث، وأن ما كان سائداً في الجاهلية من منع توريث النساء واعتبار المال حقًا لمن يحمل السلاح هو باطل وظلم. لذا، ألغى الله شريعة الجاهلية وتولى بنفسه قسمة الميراث وحساب الورث ، موضحًا أنصبة الورثة دون ترك الأمر لاجتهاد البشر. ومن يعتدي على ميراث أحد بسبب ضعفه أو صغره أو غير ذلك، فقد توعده الله في كتابه.
حساب الورث شرعًا
الفروض تعني النصيب المحدد شرعًا للورثة. هناك ورثة يرثون بالفرض فقط، وآخرون يرثون بالتعصيب، أي ما يتبقى من التركة، وبعضهم يرث بالفرض والتعصيب معًا.
أنصبة الورثة في الشرع تشمل: الثلثين، النصف، الثلث، الربع، السدس، والثمن، والباقي للعصبة.
للتعرف على أصحاب الفروض، يمكن الرجوع إلى تفسير سورة النساء الآيات 11-12-176، وكذلك الفصل الثاني من نظام الأحوال الشخصية (ميراث أصحاب الفروض).
كيفية حساب الإرث
إذا كان جميع ورثة المتوفى من العصبة، أي أنهم يرثون الباقي، فإن التركة تُقسم بينهم بالتساوي، حيث يكون نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين. على سبيل المثال، إذا كان ورثة المتوفى هم أبناؤه وبناته، يتم توزيع التركة وحساب الورث بينهم بالتساوي، ويُعتبر نصيب الابن كحصة اثنتين من البنات.
أما إذا كان بين الورثة من له فرض والبقية من العصبة، فإن صاحب الفرض يحصل على نصيبه، والباقي يُوزع بين العصبة وفقاً لنظام الذكر مثل حظ الأنثيين.
كيفية تقسيم الورث لبيوت يسكنها بعض الورثة؟
قد يواجه بعض الورثة صعوبة في تقسيم التركة و حساب الورث إذا كانت تحتوي على بيت يسكنه الزوجة والأبناء. في هذه الحالة، يمكن لبعض الورثة استثناء هذا البيت من القسمة لصالح والدتهم وإخوتهم، سواء كانوا صغاراً أو كباراً، وهذا يعتبر من الإحسان. ومع ذلك، قد لا يستمر هذا الوضع، وقد يوافق بعض الورثة بينما يرفض الآخرون.
لذا، يُفضل تقسيم التركة بالكامل دون استثناء. في الحالة المذكورة، يقوم من يتولى القسمة وحساب الورث بتقييم البيت، ثم يُعتبر نصيب من يسكنه جزءاً من التركة. على سبيل المثال، إذا كان للمتوفى زوجة وست بنات وثلاثة أبناء، وترك مبلغاً قدره ستة ملايين ريال وبيتاً تسكنه الزوجة وبنتان، بينما البقية مستقلون، يتم تقييم البيت، ولنفترض أن قيمته مليوني ريال، فيكون مجموع التركة ثمانية ملايين. نصيب الزوجة هو الثمن (مليون ريال) ونصيب كل بنت حوالي خمسمائة وثلاث وثمانين ألف ريال، بينما نصيب كل ابن حوالي مليون ومائة وستة وستين ألف ريال.
وبذلك، تُعطى الزوجة نصيبها من البيت مع البنتين، ويبقى لهم جزء بسيط من التركة النقدية، مما يجعل البيت ملكاً مشاعاً للزوجة والبنتين.
أسهل طريقة حساب الميراث
لضمان راحة الورثة في تقسيم التركة والوصول إلى أسهل طريقة لـ حساب الورث ، يمكن اتباع الوصايا التالية:
- عدم التأخير في القسمة، واستغلال الفترة القريبة من وفاة المتوفى حيث تكون النفوس أكثر تسامحاً. المبادرة بالقسمة لا تتعارض مع الحزن على المتوفى، بل قد تكون خيراً له، حيث يمكن لبعض الورثة التنازل عن جزء من نصيبهم للصدقة أو لإقامة وقف.
- التواصل مع مستشار شرعي أو محامي مختص في قسمة التركات، لضمان حصر التركة وتقسيمها بالتراضي.
- القيام بهذا الإجراء بموافقة جميع الورثة، والحصول على موافقتهم الخطية، ثم الاستفسار عن رغباتهم في العقارات التي يرغبون في تملكها، وإبلاغ المحامي بذلك ليقوم بتقسيم التركة وفقاً لتلك الرغبات.
- الاستفادة من البرامج المحاسبية التي تساعد في تقسيم التركات، مثل خدمة حساب الورث في موقع وزارة العدل، والتي تقدم برنامجاً إلكترونياً لحساب الميراث الشرعي لكل وارث ونسبته.
- من الأفضل أن يكون لكل وارث حساب بنكي، يتم إضافة نصيبه من حساب الورث إليه عبر حوالة لتوثيق القسمة وسهولة مراجعة الحسابات.
ماذا نفعل في حال حدوث نزاع بين الورثة على توزيع الحصص الورثية ؟
قد يحدث اختلاف بين الورثة حول تحديد التركة أو كيفية التصرف فيها، أو في مسألة حساب الورث، مما قد يؤدي إلى تأخير قسمة بعض أنواعها. في هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى محكمة الأحوال الشخصية لحل النزاع وتقسيم التركة. هناك أربعة أنواع من الدعاوى التي يمكن رفعها في محكمة الأحوال الشخصية تتعلق بالنزاعات حول التركات، وهي:
- دعوى قسمة تركة تزيد عن خمسين مليون: حيث توجد دوائر متخصصة للنظر في هذه القضايا.
- دعوى قسمة تركة مالية: تُرفع للمطالبة بتقسيم جميع أصول التركة.
- دعوى قسمة تركة عقارية: حيث قد يتفق الورثة على تقسيم الأصول المالية بسهولة، لكن قد يواجهون صعوبة في تقسيم العقارات، لذا تُخصص هذه الدعوى للعقارات.
- دعوى محاسبة وكيل في التركة: في حال تصرف أحد الورثة بشكل غير صحيح، مثل الاستئثار بالتركة أو التفريط في حقوق الآخرين، يمكن للورثة أو أحدهم رفع دعوى لمحاسبته على تصرفاته.
الأفضل، كما ذكرنا سابقًا، هو المبادرة إلى تقسيم الإرث وحساب الورث بالتراضي بين الورثة، وتجنب اللجوء إلى الدعاوى القانونية.
خاتمة
بهذا نكون قد تناولنا جميع جوانب التركة وأبسط الطرق لـ حساب الورث، بالإضافة إلى “تقسيم الورث” ووسائل تقسيم التركة بشكل مناسب وسهل بين الورثة. كما تعرفنا على أسهل الطرق لتقسيم المواريث. إذا كنتم بحاجة إلى مساعدة في قسمة تركات مورثيكم و حساب الورث، يمكنكم التواصل معنا للحصول على خدمات قسمة التركات من خلال مستشارينا ومحامينا في مكتب المحامى عبد الرحمن المهلكى للمحاماة.
أسئلة شائعة
ما هي الطريقة الصحيحة لحساب الورث؟
طريقة حساب الورث بدقة إلكترونيا كما يلى:
تسجيل الدخول على بوابة ناجز بحساب النفاذ الوطني
اختيار جميع الخدمات الإلكترونية
اختيار باقة (الحالات الاجتماعية)
الدخول إلى خدمة (حساب المواريث)
الضغط على أيقونة (تقديم طلب جديد)
إدخال البيانات المطلوبة (إجمالي مبلغ التركة، تحديد جنس المتوفى (ذكر أم أنثى)، ثم الإجابة على الأسئلة التي تخص المتوفى)
كيف يمكن تحديد نصيب كل فرد في الإرث؟
إذا كان ورثة الميت كلهم عصبة أي يرثون الباقي فتكون التركة موزعة بينهم على عددهم بالتساوي للذكر مثل حظ الأنثيين ، مثاله : لو كان ورثة المورث هم أبناؤه وبناته ، فتوزع بينهم على عددهم ويحسب الابن بنصيب اثنتين من البنات .
ما هي الأدوات المتاحة لحساب الورث بدقة؟
من الأدوات المتاحة لـ حساب الورث، مثل خدمة حساب الميراث الشرعي المقدمة من وزارة العدل. هذه الأدوات تسهل عملية القسمة وتضمن دقة الحسابات. تسهيل عملية التحويل المالي
كيف يمكن التأكد من عدالة توزيع الورث؟
للنأكد من حساب الورث وعدالة التوزيعقم بزيارة بوابة وزارة العدل. ثم اختر قسم الخدمات الإلكترونية. بعد ذلك، اختر خدمة برنامج المواريث من القائمة المتاحة. حدد جنس المتوفى ومبلغ التركة، ثم قم بالإجابة على البيانات المطلوبة.
ما هي التحديات التي قد تواجهها أثناء حساب الورث؟
تشمل التحديات بعض المشاكل ومنها، عدم الاتفاق بين الورثة على حساب الورث، وعدم وجود صك حقوق وراثية صحيح. وعدم تقسيم الميراث بالعدل، وبيع أحد الورثة في التركة.
المراجع
