تُعتبر عقود تأسيس الشركات حجر الأساس الذي يُبنى عليه كيان أي شركة في السعودية، فهي الوثيقة الرسمية التي تُحدد هوية الشركة، وطبيعتها القانونية، وحقوق الشركاء، والتزاماتهم، وبما أن الخطأ في صياغة العقد قد يؤدي إلى نزاعات أو بطلان في بعض البنود، فإن إعداد العقد بطريقة قانونية صحيحة يُعد من أهم الخطوات في مسار تأسيس أي شركة ناجحة.
يقدم المكتب خدمات تقديم المشورة القانونية للأفراد ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.
في هذا المقال، سنوضح كيفية كتابة عقود تأسيس الشركات وفقًا للأنظمة السعودية، مع بيان أبرز العناصر القانونية الواجب تضمينها، ونصائح عملية لتجنب الأخطاء، إلى جانب شرح طريقة تعديل عقد التأسيس عند الحاجة.
مفهوم عقود تأسيس الشركات
يقصد بـ عقود تأسيس الشركات الاتفاق الذي يُبرمه الشركاء لتأسيس كيان قانوني مستقل عنهم، يهدف إلى ممارسة نشاط تجاري أو مهني محدد، ويُعد العقد بمثابة “الدستور الداخلي” الذي يُنظّم العلاقة بين الشركاء ويُحدد صلاحيات الإدارة، وحقوق الملكية، والأرباح، والخسائر.
وفقًا للمادة (10) من نظام الشركات السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/132) لعام 1443هـ، يجب أن يُبرم عقد تأسيس الشركة كتابةً، وأن يُوثق إلكترونيًا عبر منصة وزارة التجارة لضمان الاعتراف القانوني به.
يمكنك التعرف أيضا على: عقد شراكة بين طرفين
أهمية عقود تأسيس الشركات
- تحديد طبيعة الشركة ونشاطها القانوني بدقة.
- حماية حقوق الشركاء وتنظيم توزيع الأرباح والخسائر.
- توثيق الالتزامات المالية والإدارية.
- تمكين الجهات الرسمية من تسجيل الشركة ومنحها السجل التجاري.
أنواع عقود تأسيس الشركات في السعودية
تختلف أنواع عقود تأسيس الشركات في السعودية بحسب الشكل القانوني للشركة وطبيعة نشاطها وعدد الشركاء فيها، ويُحدَّد نوع العقد وفقًا لأحكام نظام الشركات السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/132) لعام 1443هـ، الذي نظّم بشكل دقيق كيفية تأسيس وإدارة كل نوع من أنواع الشركات.
1. شركة ذات مسؤولية محدودة (LLC)
- تُعد من أكثر أنواع الشركات انتشارًا في السعودية، إذ يتم تأسيسها بين شخصين أو أكثر، ويقتصر التزام الشركاء فيها على مقدار حصصهم في رأس المال.
- ويجب أن يتضمن عقد تأسيسها تفاصيل الحصص، والإدارة، وحقوق التصويت، وآلية توزيع الأرباح والخسائر.
مثال
إذا كان هناك نشاط تجاري صغير أو متوسط الحجم، فإن هذا النوع هو الأنسب لتقليل المخاطر الشخصية على الشركاء.
2. شركة مساهمة (JSC)
- يُفضَّل هذا النوع في المشروعات الكبرى التي تحتاج إلى رأس مال مرتفع وعدد كبير من المساهمين.
- يتضمن عقد التأسيس فيها اسم الشركة، رأس المال، عدد الأسهم، طريقة الاكتتاب، وأسماء أعضاء مجلس الإدارة.
مثال
الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية “تداول” تُدار بعقود تأسيس تتبع نظام الشركات المساهمة.
3. شركة تضامن
- تنشأ بين شريكين أو أكثر يكونون مسؤولين بالتضامن عن التزامات الشركة بكامل أموالهم الخاصة.
- يجب أن يُذكر في عقد التأسيس أسماء الشركاء وصفاتهم ومسؤولياتهم.
مثال
شركة محاماة أو مقاولات صغيرة بين شخصين يتشاركان المسؤولية الكاملة.
4. شركة توصية بسيطة
- تتكوّن من شركاء متضامنين وآخرين موصين.
- المتضامنون يديرون الشركة ويتحملون المسؤولية، بينما يقتصر التزام الشركاء الموصين على حصصهم في رأس المال فقط.
مثال
مستثمر يرغب في المساهمة بالمال دون المشاركة في الإدارة.
5. الشركات المهنية
- خُصصت لممارسة المهن الحرة مثل المحاماة أو المحاسبة أو الهندسة.
- ويجب أن يبيّن عقد تأسيسها اسم المهنة، ونسبة المشاركة، ومسؤوليات الشركاء المهنيين.
مثال
مكتب استشاري هندسي بين عدد من المهندسين المرخصين.
إن تحديد نوع الشركة بدقة واختيار العقد الملائم من بين أنواع عقود تأسيس الشركات في السعودية يضمن الامتثال الكامل للنظام، ويحمي الشركاء من النزاعات القانونية المستقبلية.
كيفية كتابة عقد التأسيس بطريقة صحيحة
كتابة عقود تأسيس الشركات ليست مجرد عملية إدارية، بل هي خطوة قانونية تتطلب الدقة والفهم للنظام السعودي، فيما يلي الخطوات الأساسية لصياغة العقد بشكل نظامي:
1. تحديد نوع الشركة
ينبغي في البداية تحديد نوع الشركة وفقًا لنظام الشركات السعودي، مثل:
- شركة ذات مسؤولية محدودة.
- شركة تضامنية.
- شركة مساهمة.
- شركة توصية بسيطة.
كل نوع له متطلبات قانونية مختلفة يجب الالتزام بها عند صياغة عقود تأسيس الشركات.
2. بيانات الأطراف
يجب أن يتضمن العقد بيانات الشركاء كاملة:
- الاسم
- الجنسية
- رقم الهوية
- السجل التجاري
- محل الإقامة
- المقر القانوني
3. اسم الشركة وغرضها
يُشترط أن يكون اسم الشركة فريدًا وغير مشابه لشركة أخرى، وأن يُعبر عن نشاطها الأساسي، كما يجب تحديد الغرض التجاري أو المهني بدقة منعًا لأي لبس قانوني.
4. رأس المال والحصص
تُعد هذه من أهم البنود في عقود تأسيس الشركات، إذ يجب تحديد قيمة رأس المال الإجمالية، وعدد الحصص التي يمتلكها كل شريك، وطبيعة المساهمات (نقدية أو عينية).
5. الإدارة والصلاحيات
يجب النص على طريقة إدارة الشركة وتحديد المدير أو مجلس الإدارة، مع ذكر صلاحياتهم ومددهم، كما تنص المادة (157) من النظام على أن المدير مسؤول أمام الشركاء عن أي إخلال بواجباته.
6. توزيع الأرباح والخسائر
ينبغي تحديد آلية توزيع الأرباح والخسائر بشكل واضح، سواء بنسبة الحصص أو باتفاق خاص، بشرط ألا يخالف النظام العام أو المادة (9) من نظام الشركات.
7. المدة والانقضاء
يجب ذكر مدة الشركة وطريقة تمديدها أو حلها، وأسباب الانقضاء مثل انتهاء الغرض أو انسحاب أحد الشركاء.
8. تسوية النزاعات
تُفضل النصوص الحديثة إدراج بند التحكيم التجاري لتسوية أي خلافات تنشأ بين الشركاء، توفيرًا للوقت والتكاليف.

عقد التأسيس في النظام السعودي
نص نظام الشركات الجديد على أن عقود تأسيس الشركات يجب أن تُعد إلكترونيًا عبر منصة وزارة التجارة، ويمكن توثيقها من خلال خدمة “توثيق الشركات” المعتمدة.
أهم المواد ذات الصلة
- المادة (11): يجب أن يتضمن عقد التأسيس البيانات الأساسية للشركة، ونوعها، وغرضها، وبيانات الشركاء.
- المادة (15): لا يجوز للشركة مباشرة نشاطها قبل تسجيلها في السجل التجاري.
- المادة (18): يُعد عقد التأسيس ملزمًا لجميع الشركاء بعد تسجيل الشركة.
المرفقات المطلوبة عند تقديم عقود تأسيس الشركات
- الهوية الوطنية أو السجل التجاري للشركاء.
- عقد الإيجار أو إثبات مقر الشركة.
- إيداع رأس المال في الحساب البنكي للشركة.
رسوم عقد التأسيس للشركات في السعودية
تختلف رسوم عقود تأسيس الشركات حسب نوع الشركة، لكنها تتراوح عادة بين 1200 إلى 2000 ريال سعودي، بالإضافة إلى رسوم السجل التجاري والاشتراك في الغرفة التجارية.
تعديل عقد التأسيس ضمن إطار عقود تأسيس الشركات
في بعض الأحيان، تمر الشركة بمرحلة نمو أو تغيير في هيكلها المالي أو الإداري، مما يجعل من الضروري تعديل عقد التأسيس لضمان استمرارية التوافق مع النظام السعودي.
ويُعد هذا الإجراء جزءًا أصيلًا من إدارة عقود تأسيس الشركات، إذ يُحافظ على قانونية وضع الشركة ويمنع بطلان التعاملات المستقبلية.
الحالات التي تستوجب تعديل عقود تأسيس الشركات
قد تطرأ تغييرات جوهرية على الشركة تستلزم تعديل العقد الأصلي، مثل:
- دخول أو انسحاب أحد الشركاء.
- تغيير اسم الشركة أو طبيعة نشاطها التجاري.
- زيادة أو تخفيض رأس المال.
- تعديل في آلية الإدارة أو التمثيل القانوني أمام الجهات الحكومية.
هذه التعديلات تُعتبر من الإجراءات النظامية التي تُحافظ على اتساق الشركة مع نظام الشركات السعودي، وتمنح الشركاء حماية قانونية في حال وقوع أي نزاع مستقبلي.
خطوات تعديل عقد التأسيس للشركات
تُتيح وزارة التجارة خدمة إلكترونية ميسّرة لتعديل عقود تأسيس الشركات، ويمكن تنفيذها باتباع الخطوات التالية:
- الدخول إلى منصة وزارة التجارة عبر حساب الشريك أو المفوض.
- اختيار خدمة “تعديل عقد تأسيس” من قائمة الخدمات الإلكترونية.
- تعبئة البيانات المعدلة وإرفاق المستندات المطلوبة مثل محضر اجتماع الشركاء أو قرار مجلس الإدارة.
- اعتماد التعديل إلكترونيًا من جميع الشركاء لضمان موافقتهم النظامية.
- توثيق التعديل لدى كاتب العدل إلكترونيًا من خلال المنصة المعتمدة.
الأثر القانوني لتعديل عقد التأسيس
- بعد اعتماد التعديل رسميًا وتحديث السجل التجاري، يُصبح العقد المعدل جزءًا من عقود تأسيس الشركات الموثقة والمعترف بها قانونًا.
- أي تعامل أو اتفاق يتم بناءً على العقد القديم يُعد باطلًا نظامًا وفق المادة (20) من نظام الشركات السعودي.
- كما أن الجهات الرسمية، مثل وزارة التجارة والغرفة التجارية، تعتمد فقط آخر نسخة موثقة من عقد التأسيس في جميع تعاملاتها.
وبذلك، يُمكن القول إن تعديل عقد التأسيس خطوة أساسية في ضمان بقاء الشركة ضمن الإطار القانوني الصحيح الذي يحكم عقود تأسيس الشركات في المملكة.

نصائح قانونية عند إعداد عقود تأسيس الشركات
عند صياغة أو اعتماد عقود تأسيس الشركات، من الضروري مراعاة عدد من الضوابط القانونية والإجرائية لضمان صحة العقد وتجنب النزاعات المستقبلية:
1. الاستعانة بمحامٍ مختص
احرص على استشارة محامٍ متخصص في أنظمة الشركات قبل توقيع العقد، إذ يساعدك على اختيار الشكل القانوني الأنسب (محدودة المسؤولية، تضامن، توصية بسيطة، مساهمة…).
2. تحديد الحصص ورأس المال بدقة
ينبغي أن تُذكر مساهمات الشركاء المالية أو العينية بوضوح في عقود تأسيس الشركات، لتفادي أي التباس أو مطالبة مستقبلية.
3. توضيح مهام الإدارة والتمثيل القانوني
يجب تحديد صلاحيات المدير أو الشريك الممثل للشركة بوضوح، حتى لا يتم استغلال الثغرات أو تجاوز الصلاحيات.
4. الاهتمام ببنود الانسحاب أو الوفاة أو دخول شريك جديد
من البنود الجوهرية التي تُهمل أحيانًا في عقود تأسيس الشركات، رغم أنها تحسم الكثير من الخلافات في حال تغيّر هيكل الملكية.
5. تحديث العقد عند أي تعديل جوهري
كل تعديل في رأس المال أو الغرض التجاري أو إدارة الشركة يجب أن يُسجَّل رسميًا ويُعتمد من وزارة التجارة، لأن العقد المعدل هو المرجع القانوني الوحيد.
6. الاحتفاظ بنسخة إلكترونية موثقة
من الأفضل حفظ نسخة إلكترونية من عقد التأسيس المصدق لضمان سهولة الرجوع إليه عند الحاجة أو في حال فقد النسخة الورقية.
يمكنك التعرف أيضا على: صيغة دعوى محاسبة شريك
ختاما، نؤكد أن عقود تأسيس الشركات ليست مجرد إجراء شكلي، بل وثيقة قانونية تحكم مصير الشركة من لحظة إنشائها وحتى انتهائها، وصياغتها بطريقة دقيقة تحمي الشركاء وتمنح الشركة استقرارًا قانونيًا ومصداقية أمام الجهات الرسمية.
إذا كنت على وشك تأسيس شركتك أو ترغب في تعديل عقد التأسيس الحالي، فيسعدنا في موقعنا تقديم استشارات قانونية متخصصة من محامين مكتب المهلكي المعتمدين في نظام الشركات السعودي، لضمان أن يبدأ نشاطك التجاري على أسس قانونية صحيحة ومتينة.
أسئلة شائعة
هل يمكن تأسيس شركة إلكترونيًا دون مراجعة كاتب العدل؟
نعم، يمكن ذلك عبر منصة وزارة التجارة التي تتيح خدمة توثيق عقود تأسيس الشركات إلكترونيًا بشكل كامل دون الحاجة لمراجعة كاتب العدل حضوريًا.
هل يشترط وجود مقر فعلي لتسجيل الشركة؟
نعم، من متطلبات تسجيل عقود تأسيس الشركات وجود مقر فعلي موثق، سواء بصك ملكية أو عقد إيجار رسمي معتمد من الجهات المختصة.
هل يمكن لشخص واحد تأسيس شركة؟
نعم، يسمح نظام الشركات السعودي بتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة من شريك واحد فقط، وفق المادة (155)، ويُعد عقدها من عقود تأسيس الشركات النظامية الكاملة.
كم يستغرق اعتماد عقد التأسيس؟
عادة ما يتم اعتماد وتوثيق عقود تأسيس الشركات خلال 24 إلى 48 ساعة من تاريخ موافقة الشركاء إلكترونيًا واستكمال خطوات التوثيق على المنصة.
هل يمكن تعديل عقد التأسيس أكثر من مرة؟
نعم، يمكن تعديل عقد التأسيس متى دعت الحاجة لذلك، بشرط الالتزام بالإجراءات النظامية. ويُعد كل تعديل جزءًا من عقود تأسيس الشركات الرسمية بعد تسجيله في السجل التجاري.
للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا
المصادر

