تصحيح التستر التجاري في السعودية خطوات وإجراءات

تصحيح التستر التجاري يمثل خطوة أساسية لمواجهة أحد التحديات الاقتصادية والقانونية التي تواجه المملكة العربية السعودية، نظرًا لتأثيره السلبي على الاقتصاد الوطني وتهديده للمنافسة العادلة بين الشركات والمستثمرين، وللتعامل مع هذه الظاهرة، وضعت المملكة نظامًا متكاملًا لمكافحة التستر التجاري، يهدف إلى حماية حقوق المستثمرين والمستهلكين وضمان شفافية النشاطات التجارية.

يقدم المكتب خدمات التقاضي وتسوية المنازعات ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.

يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول تصحيح التستر التجاري في المملكة، موضحًا خطواته القانونية والإجرائية، وطرق إثبات التستر، والإجراءات العملية للتخلص منه، مع تقديم نصائح عملية لتجنب الوقوع في مثل هذه المخالفات مستقبلاً.

جدول المحتويات

تصحيح التستر التجاري​: مفهومه وأهميته القانونية

تصحيح التستر التجاري يمثل أحد الإجراءات القانونية الحيوية التي أوجدتها المملكة العربية السعودية لضمان انتظام النشاط التجاري ومنع الممارسات المخالفة للنظام.

يهدف هذا الإجراء إلى تمكين الأفراد أو الشركات التي ثبت تورطها في التستر التجاري من إعادة وضعهم القانوني بشكل يتوافق تمامًا مع الأنظمة التجارية والمالية المعمول بها.

يتمثل جوهر هذه العملية في الإفصاح عن المستفيد الفعلي من النشاط التجاري وتسجيله رسميًا لدى الجهات المختصة، مثل وزارة التجارة أو الهيئة العامة للزكاة والدخل، بما يضمن الشفافية والامتثال للأنظمة.

يمكنك التعرف أيضا على: النظام التجاري السعودي الجديد

أهمية تصحيح التستر التجاري

تتعدد الأهمية العملية والقانونية لـ تصحيح التستر التجاري، ويمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

1.      تعزيز الشفافية في القطاع التجاري

إذ يضمن الإفصاح عن هوية المستفيدين الفعليين وضمان خضوع جميع الأنشطة الرقابية والمالية للجهات المختصة، بما يقلل من الممارسات المخالفة.

2.      حماية حقوق المستثمرين والمستهلكين

إذ يضمن أن التعاملات التجارية تتم بين أطراف قانونية ومسجلة، مما يحفظ الحقوق ويحد من الخسائر المحتملة.

3.      الحد من التهرب الضريبي ومخاطر التستر على العمالة غير النظامية

عبر تسجيل الأنشطة والمستفيدين، يمكن للجهات الرسمية متابعة الالتزامات الضريبية والتأكد من التزام المنشآت بالقوانين العمالية.

4.      تعزيز التنافسية بين المشاريع القانونية المشروعة

من خلال إزالة الممارسات غير القانونية التي تمنح بعض الشركات ميزة غير عادلة، ما يدعم بيئة تجارية عادلة ومستقرة.

الإطار القانوني لـ تصحيح التستر التجاري

ينص نظام مكافحة التستر التجاري الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/38) لعام 1435 هـ على تعريف التستر التجاري في المادة (1) بأنه:

“قيام شخص بتمكين شخص آخر من ممارسة نشاط تجاري أو صناعي أو مهني أو زراعي باسم المستتر عليه، بحيث يغطي المستتر عليه نشاطه التجاري أو المالي ويحول دون قدرة الجهات الرقابية على التعرف على المستفيد الفعلي.”

كما تشدد المادة (2) من النظام على وجوب اتخاذ إجراءات فورية لتصحيح الوضع القانوني لكل من يثبت تورطه في التستر التجاري، وذلك عبر تسجيل المستفيد الفعلي في الجهات الرسمية المختصة، بما يضمن توافق النشاط التجاري مع الأنظمة المالية والاقتصادية السليمة.

ويُعد هذا التسجيل خطوة أساسية في عملية تصحيح التستر التجاري، حيث يعكس التزام الأفراد والشركات بالقانون ورغبتهم في الاستمرار بممارسة أنشطتهم التجارية ضمن إطار قانوني مشروع.

تصحيح التستر التجاري

خطوات عملية لـ تصحيح التستر التجاري في السعودية

عملية تصحيح التستر التجاري تتطلب اتباع إجراءات قانونية دقيقة تضمن إعادة الوضع القانوني للنشاط التجاري أو للمستفيد الفعلي بما يتوافق مع الأنظمة السعودية.

تهدف هذه الخطوات إلى تسهيل الامتثال القانوني وتقليل العقوبات المحتملة على الأفراد أو الشركات المخالفة، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية والمصداقية في التعاملات التجارية.

1.    تقديم طلب رسمي للجهات المختصة

أول خطوة في تصحيح التستر التجاري تتمثل في تقديم طلب رسمي إلى وزارة التجارة أو الجهة المختصة.

يجب أن يتضمن الطلب البيانات الأساسية للنشاط التجاري، اسم المستفيد الفعلي، وصف النشاط التجاري، والمستندات القانونية الداعمة مثل السجلات المالية والفواتير والعقود التجارية.

يعد تقديم هذا الطلب مؤشرًا على الرغبة في الامتثال والشفافية، مما يؤثر إيجابيًا في تخفيف العقوبات المحتملة.

2.    مراجعة الوثائق والتحقق القانوني

بعد استلام الطلب، تقوم الجهة المختصة بمراجعة الوثائق والتحقق من صحتها، وتشمل هذه المرحلة التأكد من هوية المستفيد الفعلي، فحص العقود والوكالات التجارية، والتأكد من عدم وجود نشاطات غير قانونية أخرى مرتبطة بالنشاط.

تعمل هذه الخطوة على تأكيد جاهزية الشخص أو الشركة لتصحيح وضعهم القانوني.

3.    تسجيل المستفيد الفعلي والنشاط التجاري

تعتبر هذه الخطوة قلب عملية تصحيح التستر التجاري، حيث يتم:

  • تسجيل المستفيد الفعلي رسميًا في السجلات التجارية.
  • تعديل الرخص التجارية لتتوافق مع هوية المستفيد.
  • تحديث البيانات لدى الهيئة العامة للزكاة والدخل لضمان الالتزام بالضرائب والرسوم المالية.

هذا التسجيل لا يعزز فقط الوضع القانوني للشخص أو الشركة، بل يمنحهم الحق الكامل في ممارسة النشاط التجاري بصورة رسمية وآمنة.

4.    الالتزام بالرقابة المالية والقانونية

بعد تسجيل النشاط والمستفيد الفعلي، يشترط الالتزام بتقديم التقارير المالية الدورية، ومراقبة العمليات التجارية وفق الأنظمة السعودية، والالتزام الكامل بمعايير الشفافية.

يساهم هذا الالتزام في منع عودة أي شكل من أشكال التستر التجاري، ويضمن استمرار الامتثال للأنظمة الاقتصادية والقانونية.

5.    الاستفادة من التخفيفات القانونية

وفقًا لنظام مكافحة التستر التجاري، يعتبر السعي لتصحيح الوضع القانوني مؤشرًا على حسن النية، ويتيح تخفيض الغرامات المالية المقررة ويقلل من العقوبات الأخرى.

لذلك، يشكل الالتزام الكامل بكل خطوات تصحيح التستر التجاري فرصة لتجاوز المخالفات السابقة بطريقة قانونية آمنة.

كيف يتم إثبات التستر التجاري

إثبات التستر التجاري يعد خطوة أساسية قبل البدء في أي إجراءات تصحيح التستر التجاري، حيث يعتمد على تقديم أدلة واضحة تثبت قيام شخص بتمكين آخر من ممارسة نشاط تجاري باسمه بهدف التهرب من الالتزامات القانونية أو المالية.

يتطلب الأمر جمع معلومات دقيقة وتحليلها وفق الأنظمة السعودية لضمان صحة الدعوى أمام الجهات المختصة.

إليك أبرز الأدلة والمستندات المطلوبة فيما يلي:

1.    السجلات المالية والمحاسبية

تشمل الفواتير، الكشوف البنكية، والتقارير المالية التي تكشف عن تحويل الأموال أو الأرباح بين الأطراف، مما يدل على العلاقة بين المستتر والمستتر عليه.

2.    العقود والتفويضات

أي عقود وكالة أو تفويض غير معلن يمكن أن تشير إلى التستر، مثل العقود التي تحمل اسم طرف معين بينما يدير النشاط شخص آخر فعليًا.

3.    الشهادات والإقرارات

شهادات الشهود أو الإقرارات الرسمية قد تُستخدم لإثبات وجود علاقة التستر التجاري، خاصة إذا كانت هناك صعوبة في الحصول على مستندات مالية مباشرة.

4.    المعاملات البنكية والتحويلات المالية

تدقيق الحركات المالية بين الأطراف يساعد في كشف نمط التستر التجاري وإثبات المسؤولية القانونية للمستفيد الفعلي.

دور إثبات التستر التجاري في تصحيح الوضع القانوني

يعتبر إثبات التستر التجاري خطوة محورية للبدء في تصحيح التستر التجاري، حيث يتيح للجهات الرسمية تقييم الوضع القانوني بدقة، وتحديد الأطراف المعنية والإجراءات المناسبة لتسجيل المستفيد الفعلي وتحديث السجلات القانونية والمالية.

ومن خلال هذه العملية، يمكن تقليل الغرامات المالية وتسريع عملية إعادة النشاط التجاري إلى الوضع القانوني الصحيح.

أهمية الدقة والشفافية

الاعتماد على أدلة قوية وموثوقة عند إثبات التستر التجاري يضمن حماية حقوق جميع الأطراف، ويسهل عملية تصحيح التستر التجاري بشكل سريع وفعال، ويمنع تكرار المخالفات مستقبلاً.

تصحيح التستر التجاري

كيف اتخلص من التستر التجاري

للتخلص من التستر التجاري بطريقة قانونية وآمنة، يجب اتباع خطوات عملية واضحة تساعد الأفراد والشركات على إعادة وضعهم القانوني، بما يتوافق مع الأنظمة السعودية، وتجنب العقوبات المالية والقانونية المحتملة.

تُعتبر هذه العملية جزءًا من إجراءات تصحيح التستر التجاري التي تضمن تسجيل المستفيد الفعلي للنشاط التجاري وإعادة كل الأمور إلى مسارها القانوني.

الخطوة الأولى: تقديم طلب رسمي لتصحيح الوضع

  • يبدأ التخلص من التستر التجاري بتقديم طلب رسمي إلى وزارة التجارة أو الجهة المختصة، يتضمن بيانات النشاط التجاري، اسم المستفيد الفعلي، وطبيعة النشاط.
  • يجب إرفاق كل المستندات القانونية الداعمة، مثل العقود والفواتير والسجلات المالية، لإثبات الرغبة في الامتثال والشفافية.

الخطوة الثانية: مراجعة الطلب والتحقق من المستندات

  • بعد تقديم الطلب، تقوم الجهة المختصة بمراجعة جميع المستندات للتحقق من صحة المعلومات والتأكد من عدم وجود مخالفات إضافية.
  • هذه المرحلة أساسية لضمان قبول الطلب والمضي قدماً في إجراءات تصحيح التستر التجاري.

الخطوة الثالثة: تسجيل المستفيد الفعلي للنشاط التجاري

  • يتم تسجيل اسم المستفيد الفعلي رسميًا في السجلات التجارية، وتحديث الرخص والسجلات المالية لدى وزارة التجارة والهيئة العامة للزكاة والدخل.
  • هذا الإجراء يعتبر قلب عملية تصحيح التستر التجاري، ويمنح الشخص أو الشركة الحق الكامل في ممارسة النشاط التجاري بطريقة قانونية وآمنة.

الخطوة الرابعة: الالتزام بالرقابة والمتابعة

  • بعد تصحيح الوضع، يجب الالتزام الكامل بالقوانين التجارية والمالية، بما يشمل تقديم التقارير الدورية، ودفع الضرائب والزكاة في مواعيدها، ومراعاة الأنظمة العمالية. الالتزام بهذه المعايير يضمن عدم العودة إلى أي شكل من أشكال التستر التجاري.

الخطوة الخامسة: الاستفادة من التخفيفات القانونية

  • وفقًا لنظام مكافحة التستر التجاري، يُعد تصحيح الوضع القانوني مؤشرًا على حسن النية، ويؤدي إلى تخفيض الغرامات المالية المقررة، ويقلل من العقوبات الأخرى.
  • لذلك، يُعتبر التخلص من التستر التجاري عبر الإجراءات القانونية الصحيحة خطوة أساسية لحماية النشاط التجاري واستمراره بشكل قانوني.

نصائح عملية لتجنب التستر التجاري في السعودية

لتجنب الوقوع في مخالفات التستر التجاري، يعد اتباع إجراءات وقائية وقانونية خطوة أساسية لأي مستثمر أو صاحب مشروع، هذه الإجراءات تعزز الشفافية القانونية وتضمن الامتثال للأنظمة السعودية، وتقلل من المخاطر المالية والقانونية.

1.    تسجيل النشاط التجاري باسم المستفيد الفعلي

تسجيل النشاط التجاري باسم المستفيد الفعلي من أول يوم ممارسة العمل التجاري هو أهم خطوة لتجنب الوقوع في التستر التجاري.

على سبيل المثال، إذا أراد مستثمر أجنبي فتح نشاط تجاري في المملكة، يجب تسجيل شركته ورخصته الرسمية لدى وزارة التجارة والهيئة العامة للزكاة والدخل، بدلاً من الاعتماد على وسيط سعودي لتسهيل التراخيص.

2.    الاحتفاظ بسجلات مالية دقيقة

حفظ سجلات دقيقة لكل العمليات المالية، بما في ذلك الفواتير، الحسابات البنكية، وتقارير الأرباح والخسائر، يساعد على الامتثال القانوني ويجنب الوقوع في مخالفات التستر التجاري.

أي تحويل للأرباح دون تسجيل رسمي قد يُعد مخالفة قانونية.

3.    الالتزام بالأنظمة الضريبية والعمالية

الامتثال للزكاة والضرائب، وتسجيل العمالة بشكل رسمي وفق نظام العمل السعودي، يقي صاحب المشروع من الوقوع تحت طائلة العقوبات المتعلقة بالتستر التجاري.

مثال عملي: توظيف عمالة أجنبية بدون تسجيل رسمي قد يُعرض الشركة لغرامات مالية وإغلاق النشاط.

4.    الاستشارة القانونية المتخصصة

الاستعانة بمحامٍ متخصص في القوانين التجارية والمالية يضمن الوقاية من أي خرق للأنظمة، ويساعد على تصحيح التستر التجاري فور اكتشاف أي مخالفة، بطريقة قانونية وآمنة.

5.    الشفافية في التعاملات التجارية

التأكد من أن جميع العقود والاتفاقيات التجارية تعكس المستفيدين الفعليين يمنع أي تحايل على السجلات القانونية، ويعزز إمكانية الامتثال للقوانين وتقليل الحاجة لاحقًا إلى إجراءات تصحيح التستر التجاري.

يمكنك التعرف أيضا على: نظام المحكمة التجارية السعودي الجديد

تصحيح التستر التجاري

ختاما، يُعد تصحيح التستر التجاري خطوة حاسمة لضمان الالتزام بالقوانين التجارية والمالية في المملكة العربية السعودية، وحماية المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، الالتزام بالإجراءات القانونية لا يقتصر على تصحيح الوضع الحالي فقط، بل يعزز أيضًا الشفافية والمنافسة العادلة ويقلل المخاطر المالية والقانونية في المستقبل.

ندعو كل الأفراد والشركات التي ترغب في إعادة تنظيم نشاطها التجاري أو التخلص من أي مخالفات قانونية إلى التواصل مع مكتب المهلكي للمحاماة والاستشارات القانونية المختصة، فالتوجيه القانوني الصحيح يسهل عملية تصحيح الوضع القانوني ويضمن الامتثال الكامل للأنظمة السعودية بطريقة سلسة وآمنة.

أسئلة شائعة

هل يمكن تصحيح التستر التجاري بدون تقديم طلب رسمي؟

لا، لا يمكن البدء في إجراءات تصحيح التستر التجاري إلا عبر تقديم طلب رسمي للجهات المختصة، لأن هذا الطلب يمثل الأساس القانوني لبدء العملية.

هل يتم معاقبة الشخص الذي يصحح وضعه بعد اكتشاف التستر؟

وفق نظام مكافحة التستر التجاري، فإن المبادرة في تصحيح التستر التجاري تعكس حسن النية، وتؤدي إلى تخفيف الغرامات المالية وتقليل العقوبات القانونية، مقارنة بمن لم يبادر بالتصحيح.

ما هي المدة المتوقعة لإتمام عملية تصحيح التستر التجاري؟

تختلف المدة بحسب حجم النشاط التجاري وعدد المستندات المطلوبة، لكنها عادةً تستغرق بضعة أسابيع لإتمام جميع المراجعات والتسجيلات الرسمية.

هل يشمل تصحيح التستر التجاري الشركات الصغيرة والمتوسطة؟

نعم، نظام مكافحة التستر التجاري يشمل جميع الأنشطة التجارية، سواء كانت شركات صغيرة، متوسطة، أو كبيرة، ويجب على جميع المنشآت الالتزام بالإجراءات القانونية لتصحيح الوضع وضمان الشفافية.

 

للتواصل مع أفضل محامي في مكة، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا

المصادر

نظام مكافحة التستر