الفرق بين الاختلاس والاستيلاء شرح قانوني مفصل

الفرق بين الاختلاس والاستيلاء ليس مجرد تمييز لغوي أو اجتهاد فقهي، بل هو من المفاهيم القانونية الجوهرية التي يعتمد عليها النظام السعودي في تحديد طبيعة الجريمة والعقوبة المقررة لها، فكلا المصطلحين يدور حول فكرة الاستحواذ غير المشروع على المال، لكن يختلفان من حيث الصفة القانونية للجاني، وطبيعة المال محل الجريمة، والوسيلة المستخدمة في الحصول عليه.

يقدم المكتب خدمات تقديم المشورة القانونية للأفراد ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان.

وفي هذا المقال سنقدّم شرحًا قانونيًا مفصلًا لـ الفرق بين الاختلاس والاستيلاء وفق النظام السعودي، مع توضيح أوجه التمييز بينهما وبين جرائم أخرى كـ “السرقة” و”النصب”، مستندين إلى المواد النظامية والنصوص القانونية ذات الصلة.

جدول المحتويات

الفرق بين الاختلاس والاستيلاء​

قبل الدخول في تفاصيل الفرق بين الاختلاس والاستيلاء، من المهم أن نُدرك أن هاتين الجريمتين تتشابهان في المظهر العام، فكلاهما يقوم على الاستيلاء غير المشروع على المال، لكن تختلفان جذريًا في الطبيعة القانونية، وصفة الجاني، والنية الكامنة وراء الفعل.

فبينما يُعد الاختلاس خيانة للأمانة الوظيفية واعتداءً على المال العام، فإن الاستيلاء يشمل أفعالًا أوسع ترتكب من أي شخص دون أن تكون له صفة رسمية، هذا التمييز أساسي لفهم كيفية تعامل النظام السعودي مع كل جريمة على حدة من حيث التعريف والعقوبة والآثار القانونية.

يمكنك التعرف أيضا على: الفرق بين التشهير وتشويه السمعة

التعريف القانوني للاختلاس

يُعد الاختلاس جريمة تقع عندما يقوم موظف عام أو مكلف بخدمة عامة بالاستيلاء على مال عام تحت يده بسبب وظيفته، بنية تملكه أو التصرف فيه خلافًا للأنظمة.

وقد نص نظام مكافحة الرشوة والاختلاس السعودي، وتحديدًا المادة الثانية من نظام حماية المال العام، على تجريم هذا الفعل بقولها:

“كل موظف عام اختلس مالاً عامًا أو استولى عليه بغير وجه حق، أو سهل لغيره ذلك، يُعاقب بالسجن وبالغرامة وفق ما يقرره النظام.”

إذًا، الركن الأساسي في جريمة الاختلاس هو صفة الموظف العام، ووجود المال تحت يده بسبب وظيفته، ثم تصرفه فيه تصرف المالك دون وجه حق.

التعريف القانوني للاستيلاء

أما الاستيلاء، فيعني الاستحواذ على مال الغير – سواء كان عامًا أو خاصًا – دون وجه حق، بوسيلة غير مشروعة، ولكن دون أن يكون الجاني موظفًا عامًا أو دون أن يكون المال تحت يده أصلًا.

ويُعد الاستيلاء جريمة قائمة بذاتها، ويعاقب عليها النظام وفقًا لعدة نصوص، أبرزها في نظام مكافحة جرائم الاحتيال المالي وخيانة الأمانة لعام 1443هـ، حيث تنص المادة (1) على:

“يُحظر الاستيلاء على مال الغير دون وجه حق، أو الاشتراك في ذلك، سواء بالاحتيال أو بأي وسيلة غير مشروعة.”

الفرق الجوهري بين الاختلاس والاستيلاء

يتضح الفرق بين الاختلاس والاستيلاء من خلال عناصر أساسية تميّز كل جريمة عن الأخرى، وتكشف الفارق الجوهري في طبيعتها القانونية، وهي كالآتي:

1.      صفة الجاني

  • في جريمة الاختلاس، يجب أن يكون الجاني موظفًا عامًا أو مكلفًا بخدمة عامة.
  • أما في جريمة الاستيلاء، فيمكن أن يكون أي شخص، ولا يشترط أن تكون له صفة وظيفية.

2.      طبيعة المال محل الجريمة

  • في الاختلاس، يكون المال عامًا أو تحت يد الموظف بحكم عمله.
  • بينما في الاستيلاء، قد يكون المال عامًا أو خاصًا، ولكن لا توجد للجاني عليه أي سلطة مشروعة.

3.      الوسيلة المستخدمة

  • الاختلاس يتم من خلال إساءة استعمال السلطة أو خيانة الأمانة الوظيفية.
  • أما الاستيلاء فيتم غالبًا عن طريق الاحتيال، أو الخداع، أو التحايل، أو استغلال الثقة.

4.      الركن المادي للجريمة

  • في الاختلاس، يتحول المال من حيازة مشروعة (بحكم الوظيفة) إلى حيازة بنية التملك غير المشروع.
  • في الاستيلاء، ينتزع الجاني المال من حيازة الغير دون وجه حق منذ البداية.

5.      درجة العقوبة

  • العقوبة في جريمة الاختلاس أشد لأنها تمس الثقة العامة وتضرب نزاهة الوظيفة.
  • أما في جريمة الاستيلاء فالعقوبة أخف نسبيًا، إلا إذا اقترنت بوسائل احتيالية جسيمة.

وبهذا يظهر أن الفرق بين الاختلاس والاستيلاء لا يقتصر على طبيعة الفعل فقط، بل يمتد إلى صفة مرتكب الجريمة، وطبيعة المال محلها، ومدى ارتباطها بخيانة الأمانة العامة أو مجرد الاحتيال المالي.

العقوبات المقررة في النظام السعودي

عند الحديث عن الفرق بين الاختلاس والاستيلاء، لا يكتمل الفهم القانوني دون التطرق إلى العقوبات التي أقرها النظام السعودي لكل جريمة منهما.

فالنظام يميز بوضوح في شدة العقوبة تبعًا لصفة الجاني وطبيعة المال المعتدى عليه، حيث اعتبر جريمة الاختلاس اعتداءً على الثقة العامة ومصلحة الدولة، بينما عالج جريمة الاستيلاء بوصفها مساسًا بحقوق الأفراد وممتلكاتهم الخاصة.

فيما يلي توضيح للعقوبات المقررة في كل حالة وفق النصوص النظامية السعودية.

عقوبة الاختلاس في النظام السعودي

نصت المادة (13) من نظام حماية المال العام على أن:

“كل موظف عام اختلس مالًا عامًا يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على عشر سنوات، وبغرامة لا تقل عن مليون ريال ولا تزيد على خمسة ملايين ريال.”

عقوبة الاستيلاء في النظام السعودي

وفق المادة (3) من نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة:

“يُعاقب كل من استولى على مال الغير دون وجه حق بالسجن مدة تصل إلى سبع سنوات، أو بغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال، أو بهما معًا.”

الفرق من زاوية النية والركن المعنوي

في كلتا الجريمتين يجب توافر القصد الجنائي، أي نية التملك أو نية الإضرار بالغير.

لكن يختلف الهدف الداخلي في كل منهما:

  • في الاختلاس، تكون النية متعلقة بخيانة الثقة العامة واستغلال المنصب.
  • بينما في الاستيلاء، تكون النية موجهة إلى تحقيق منفعة شخصية غير مشروعة دون وجود علاقة وظيفية.

ويؤكد الفرق بين الاختلاس والاستيلاء أن الاختلاس يُعد جريمة فساد وظيفي تمس نزاهة الدولة، في حين أن الاستيلاء يُصنف كجريمة اعتداء مالي فردي، حتى وإن تشابهت نتائجهما في إلحاق الضرر بحقوق الآخرين.

الفرق بين الاختلاس والاستيلاء

الفرق بين السرقة والاستيلاء

يُعد كل من السرقة والاستيلاء من الجرائم التي تمس الملكية المالية للغير، إلا أن الفرق بينهما – مثل الفرق بين الاختلاس والاستيلاء – يكمن في الأساس القانوني والوسائل المستخدمة لانتزاع المال.

فكلا الجريمتين تهدفان إلى الحصول على مال الغير دون وجه حق، لكن تختلفان في طريقة التنفيذ، وفي طبيعة رضا المجني عليه أو غيابه.

تعريف السرقة

نصت المادة (1) من نظام مكافحة الجرائم التعزيرية المالية على أن السرقة هي:

“أخذ مال الغير من حرزه خفية بنية تملكه دون رضا صاحبه.”

أي أن الجاني في جريمة السرقة ينتزع المال من حيازة صاحبه دون علمه أو رضاه، وبنية دائمة لتملكه، مما يجعلها من الجرائم القائمة على الخفاء والمباغتة.

أوجه الشبه بين السرقة والاستيلاء

كلا الفعلين يتضمن نية واضحة للاستحواذ على مال الغير دون وجه حق، ويتشاركان في الركن المعنوي وهو القصد الجنائي المتمثل في نية التملك غير المشروع، كما أن كليهما يمثلان تعديًا على حق الملكية المحمي شرعًا ونظامًا.

أوجه الاختلاف بين السرقة والاستيلاء

رغم هذا التشابه، إلا أن الفروق بين الجريمتين جوهرية من حيث الوسيلة والركن المادي:

1.      من حيث الوسيلة

السرقة تتم بخفية وسرّية، بينما الاستيلاء غالبًا ما يقع عن طريق التحايل أو الخداع أو استغلال الثقة.

2.      من حيث الحيازة الأصلية

في السرقة لا تكون الحيازة في يد الجاني مطلقًا، أما في الاستيلاء فقد يتم تسليم المال إليه طوعًا نتيجة غش أو احتيال.

3.      من حيث الرضا

السرقة تقع دون رضا المجني عليه تمامًا، في حين أن الاستيلاء قد يتم برضا ظاهري مبني على التضليل.

4.      من حيث العقوبة

السرقة قد تُعاقب بحد السرقة إذا استوفت شروطها الشرعية، أو بالتعزير إذا لم تتحقق الشروط، بينما جريمة الاستيلاء تُعاقب بالسجن والغرامة وفقًا لنظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة.

مثال تطبيقي

من يدخل منزلًا ويسرق مبلغًا من المال دون علم صاحبه، يُعد مرتكبًا لجريمة سرقة، أما من يوهم شخصًا باستثمار مالي وهمي أو مشروع غير حقيقي للحصول على أمواله، فإنه يُعتبر مستوليًا على المال، وتُطبق عليه أحكام جريمة الاستيلاء لا السرقة.

الفرق بين الاختلاس والاستيلاء

الفرق بين النصب والاستيلاء

عند تحليل الفرق بين الاختلاس والاستيلاء وما يتفرع عنه من صور مشابهة، نجد أن جريمة النصب تُعد من أبرز الجرائم التي تلتبس على البعض مع جريمة الاستيلاء، نظرًا لتقاطع العناصر بينهما في الوسائل والنتائج.

ومع ذلك، يضع النظام السعودي حدودًا دقيقة تميز بين النصب والاستيلاء من حيث الوسيلة، ورضا المجني عليه، وطبيعة الفعل الإجرامي ذاته.

تعريف النصب

يُقصد بالنصب أنه الاستيلاء على مال الغير باستخدام أساليب احتيالية، أو وعود كاذبة، أو مظاهر مضللة تُقنع المجني عليه بتسليم المال طوعًا.

وقد نصت المادة (2) من نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة على أن:

“يُعد مرتكبًا لجريمة الاحتيال كل من استعمل طريقًا من طرق الاحتيال للاستيلاء على مال الغير أو لتحقيق منفعة له أو لغيره.”

يتضح من هذا النص أن النصب جريمة تقوم على الخداع كأساس جوهري، وأن الجاني يسعى إلى كسب ثقة الضحية عبر الكذب أو التمثيل أو الوعود الزائفة قبل أن ينتزع ماله.

العلاقة بين النصب والاستيلاء

يمكن القول إن العلاقة بين الجريمتين علاقة عموم وخصوص مطلق؛ فكل جريمة نصب هي استيلاء على مال الغير، لكن ليس كل استيلاء يُعتبر نصبًا.

  • فالاستيلاء قد يتم بوسائل أخرى غير الخداع، كاستغلال الثغرات التقنية أو القوة أو انتهاز الفرص غير المشروعة.
  • بينما النصب لا يتحقق إلا بوجود حيلة أو كذب أو تدليس واضح يؤدي إلى تسليم المال طوعًا.

أوجه الاختلاف بين النصب والاستيلاء

رغم التشابه في النتيجة النهائية، إلا أن الفروق بين النصب والاستيلاء دقيقة ومؤثرة قانونيًا:

1.      من حيث الوسيلة

النصب يعتمد على الاحتيال والخداع كأساس لوقوع الجريمة، بينما الاستيلاء يمكن أن يقع بأي وسيلة غير مشروعة دون أن يتضمن بالضرورة كذبًا أو حيلة.

2.      من حيث رضا المجني عليه

في جريمة النصب يسلم المجني عليه المال برضاه الظاهري نتيجة الخداع، أما في الاستيلاء فيُنتزع المال منه دون رضا حقيقي أو علم مسبق.

3.      من حيث الركن المادي

في النصب يكون الفعل المادي هو تسليم المال بناءً على غش أو تضليل، بينما في الاستيلاء يكون الاستحواذ على المال مباشرة دون وجه حق.

4.      من حيث العقوبة

جريمة النصب تُعاقب بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات وغرامة تصل إلى خمسة ملايين ريال، بينما جريمة الاستيلاء يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال، وفقًا لما ورد في نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة.

مثال واقعي لتوضيح الفرق

  • إذا قام شخص بإقناع آخر بالاستثمار في مشروع وهمي ووعده بأرباح مضمونة، ثم استلم المال واختفى، فذلك يُعد نصبًا، لأنه حصل على المال بالحيلة والخداع.
  • أما إذا استغل شخص ثغرة إلكترونية أو خطأ في نظام مصرفي وقام بتحويل الأموال إلى حسابه دون علم أو موافقة أصحابها، فذلك يُعد استيلاءً على المال دون وجه حق، وليس نصبًا بالمعنى القانوني.

ومن خلال هذا التحليل، يتضح أن الفرق بين النصب والاستيلاء يشبه في جوهره الفرق بين الاختلاس والاستيلاء، إذ يعتمد على الوسيلة المستخدمة والنية الكامنة وراء الفعل، وهو ما يُحدده النظام السعودي بدقة لضمان تحقيق العدالة وردع المعتدين على أموال الغير.

أهمية التفرقة القانونية بين هذه الجرائم

الفهم الدقيق لـ الفرق بين الاختلاس والاستيلاء وسائر الجرائم المشابهة ينعكس مباشرة على:

  • توصيف الجريمة بدقة أمام القضاء.
  • تحديد العقوبة المناسبة بحسب النظام.
  • اختصاص الجهة القضائية أو الرقابية؛ فجرائم الاختلاس تُحال لهيئة نزاهة، بينما الاستيلاء والنصب تُحال للنيابة العامة.
  • حماية المال العام والخاص من خلال وضوح المفاهيم القانونية.

نصائح قانونية لتجنب جرائم الاستيلاء والاختلاس والنصب

بعد أن تعرفنا بتفصيل على الفرق بين الاختلاس والاستيلاء وما يرتبط به من جرائم مشابهة كالسرقة والنصب، من المهم الوقوف على مجموعة من الإرشادات التي تساعد الأفراد والجهات في الوقاية من الوقوع ضحية أو متهمًا في مثل هذه القضايا الحساسة:

1.    تعزيز الرقابة المالية والإدارية

على المؤسسات الحكومية والخاصة تطبيق أنظمة رقابة داخلية دقيقة تضمن تتبع حركة الأموال، وتحد من فرص إساءة استعمال السلطة أو الأمانة.

2.    التعامل المالي بشفافية

لا تُسلِّم أموالًا أو بيانات مالية لأي جهة أو شخص دون توثيق رسمي أو عقد واضح، حتى لا تتيح فرصة لوقوع الاستيلاء أو النصب باسم الاستثمار أو المشاريع الوهمية.

3.    تحديث الأنظمة الإلكترونية

في ظل تطور الجريمة الإلكترونية، يجب حماية الحسابات البنكية والأنظمة المالية بكلمات مرور قوية وتحديثات أمنية مستمرة، لتجنب الاستيلاء عبر الثغرات التقنية.

4.    التحقق من الصفة الوظيفية

عند التعامل مع موظفين حكوميين أو مكلفين بخدمة عامة، تأكد من صلاحياتهم الفعلية وخلفيتهم القانونية، لتفادي الوقوع في جريمة اختلاس مقنعة أو إساءة استخدام للوظيفة.

5.    رفع الوعي القانوني

تثقيف العاملين والأفراد بمفهوم الفرق بين الاختلاس والاستيلاء وأحكام جرائم النصب والسرقة يُعد خط الدفاع الأول ضد الوقوع في الخطأ أو الاستغلال.

6.    التبليغ الفوري عن الشبهات

في حال الاشتباه بوقوع أي تصرف مالي غير مشروع، يجب التبليغ فورًا للجهات المختصة مثل النيابة العامة أو هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، فالتأخر في الإبلاغ قد يُفسر تواطؤًا أو إهمالًا.

7.    استشارة محامٍ مختص

عند مواجهة أي نزاع مالي أو شبهة جريمة من هذا النوع، يُفضل الاستعانة بمحامٍ متخصص في القضايا الجنائية والمالية لتقديم المشورة القانونية الصحيحة وتجنب التبعات النظامية.

هذه الخطوات ليست فقط إجراءات وقائية، بل تمثل وعيًا قانونيًا ضروريًا في ظل ازدياد الجرائم المالية وتنوع أساليبها، فالفهم الدقيق لـ الفرق بين الاختلاس والاستيلاء هو الخطوة الأولى لحماية المال والثقة العامة.

يمكنك التعرف أيضا على: صيغة دعوى استرداد مبلغ مالى

الفرق بين الاختلاس والاستيلاء

ختاما، إن الفرق بين الاختلاس والاستيلاء يمثل حجر الزاوية في فهم النظام السعودي المتعلق بحماية المال العام والخاص، حيث يُبنى عليه التكييف القانوني الصحيح والعقوبة المناسبة، فالاختلاس يرتبط بخيانة الأمانة الوظيفية، بينما الاستيلاء يرتبط بالتحايل أو القوة أو استغلال الثقة.

وإدراك هذه الفروق لا يحمي الأفراد فقط، بل يعزز الشفافية في المؤسسات ويقوي ثقة المجتمع في العدالة، لذلك، يبقى الوعي القانوني والتعامل بحذر في كل معاملة مالية هو السلاح الأهم ضد الوقوع في مثل هذه الجرائم.

إذا كنت تبحث عن استشارة متخصصة في قضايا الاختلاس أو الاستيلاء، يمكنك التواصل مع موقعنا، حيث يقدم فريق المحامين لدينا تحليلًا قانونيًا دقيقًا وفق أحدث الأنظمة السعودية.

أسئلة شائعة

هل الاختلاس يُعتبر جريمة خيانة أمانة؟

لا، الاختلاس لا يُعد خيانة أمانة بالمعنى الدقيق، بل هو جريمة مستقلة في النظام السعودي ترتبط بالوظيفة العامة، إذ يقوم الموظف العام بالتصرف في المال العام الموضوع تحت يده بحكم عمله، أما خيانة الأمانة فتشمل أي شخص يبدد مالًا سُلِّم إليه على سبيل الوديعة أو الوكالة.

هل يمكن أن يُتهم شخص بجريمة استيلاء دون أن يستخدم وسائل احتيالية؟

نعم، فالقانون لا يشترط دائمًا وجود احتيال لقيام جريمة الاستيلاء، يمكن أن يتحقق الاستيلاء بمجرد انتزاع المال أو التصرف فيه دون وجه حق، حتى بدون كذب أو خداع، وهو ما يميزها عن النصب.

ما العقوبة المقررة لمن يشارك أو يساعد في جريمة اختلاس أو استيلاء؟

يعاقب النظام السعودي كل من شارك أو سهّل أو ساعد في جريمة اختلاس أو استيلاء بذات العقوبة المقررة للفاعل الأصلي، إذا ثبت علمه بالجريمة ومساهمته في تنفيذها، وفقًا لمبدأ “المسؤولية المشتركة” في الجرائم المالية.

هل يختلف الفرق بين الاختلاس والاستيلاء في حالة الأموال الخاصة؟

نعم، فجرائم الاختلاس لا تُطبق إلا على الأموال العامة أو الأموال التي تكون تحت يد الموظف العام بسبب وظيفته، بينما الاستيلاء قد يشمل الأموال الخاصة للأفراد أو الشركات، ما يجعل نطاقه أوسع.

هل يمكن استرداد الأموال في حال ثبوت جريمة الاستيلاء؟

نعم، يحق للمجني عليه المطالبة برد الأموال المستولى عليها أمام المحكمة المختصة، إضافة إلى العقوبات الجزائية التي تُفرض على الجاني، ويُعتبر هذا من الحقوق الخاصة المكفولة للضحية.

هل يختلف الفرق بين الاختلاس والاستيلاء في الجرائم الإلكترونية؟

من حيث الجوهر لا يختلف، لكن الوسيلة تختلف؛ ففي الجرائم الإلكترونية قد يتم الاستيلاء على الأموال باستخدام وسائل رقمية مثل اختراق الحسابات أو التلاعب بالأنظمة، أما الاختلاس الإلكتروني فيكون غالبًا من موظف يستغل صلاحياته التقنية داخل المؤسسة.

هل يمكن التنازل عن الحق الخاص في قضايا الاختلاس أو الاستيلاء؟

في بعض الحالات يمكن التنازل عن الحق الخاص (أي التعويض المالي)، لكن الحق العام لا يسقط بالتنازل، خصوصًا في قضايا الاختلاس لأنها تمس المال العام والثقة العامة، وهو ما يجعلها خاضعة لرقابة الدولة حتى مع وجود الصلح.

 

للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا

المصادر

نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة