ما هي اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية​؟

في بيئة تجارية متسارعة ومحفوفة بالتنافس، أصبحت الوكالات التجارية إحدى الركائز الأساسية لنمو الاقتصاد الوطني وتوسيع نطاق الأعمال داخل المملكة العربية السعودية. ومع تنامي الحاجة إلى تنظيم هذا القطاع الحيوي، برزت اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية كوثيقة تنظيمية محورية تحدد الإطار القانوني الذي يحكم العلاقة بين الوكلاء والموردين، سواء كانوا شركات عالمية أو محلية.

يقدم المكتب خدمات استشارات قانونية شاملة ومراجعتها بالشكل القانوني الصحيح بطرق احترافية تضمن لك جميع حقوقك ، لا تتردد وقم بالتواصل معنا الان .

في هذا المقال، نسلّط الضوء على كل ما يتعلق بـ اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية، من أنواع الوكالات، وشروطها، وصولًا إلى العقوبات المقررة على المخالفين.

ما هي الوكالة التجارية

الوكالة التجارية هي عقد يُبرم بين طرفين، يُمنح بموجبه أحدهما (الوكيل) الحق في تمثيل الطرف الآخر (الموكل) في توزيع أو بيع منتجاته أو خدماته داخل نطاق جغرافي معين، مقابل عمولة أو نسبة من الأرباح. تُعد الوكالة التجارية وسيلة فعّالة لتوسيع نطاق الأعمال التجارية دون الحاجة إلى إنشاء فروع مباشرة.

يمكنك التعرف أيضا على: تصديق الوكالات الخارجية

أنواع الوكالات التجارية

تنقسم الوكالات التجارية في السعودية إلى عدة أنواع، منها:

  • الوكالة الحصرية: يُمنح الوكيل الحق الحصري في توزيع منتجات الموكل داخل منطقة معينة، ولا يُسمح للموكل بتعيين وكلاء آخرين في نفس المنطقة.
  • الوكالة غير الحصرية: يُسمح للموكل بتعيين عدة وكلاء في نفس المنطقة، دون منح أي منهم حقوقًا حصرية.
  • وكالة التوزيع: يشتري الوكيل المنتجات من الموكل ويقوم ببيعها باسمه ولحسابه.
  • وكالة الخدمات: يقدم الوكيل خدمات نيابة عن الموكل، مثل الصيانة أو الدعم الفني.

شروط الوكالة التجارية في السعودية

تُحدد اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية عدة شروط يجب توافرها في عقد الوكالة التجارية، منها:

  • الجنسية: يجب أن يكون الوكيل سعودي الجنسية، سواء كان شخصًا طبيعيًا أو اعتباريًا.
  • السجل التجاري: يجب أن يكون لدى الوكيل سجل تجاري ساري المفعول، يتوافق مع نوع النشاط التجاري للوكالة.محامي شركات في السعودية
  • العقد المكتوب: يجب أن يكون عقد الوكالة مكتوبًا وموقعًا من الطرفين، ومصدقًا من الغرفة التجارية.
  • الشفافية: يجب أن يتضمن العقد تفاصيل واضحة عن المنتجات أو الخدمات المشمولة، ونطاق التوزيع، ومدة العقد، وشروط التجديد أو الإنهاء.

اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية​

أُصدرت اللائحة بموجب القرار الوزاري رقم 1897 وتاريخ 24/05/1401هـ (الموافق 30 مارس 1981م)، لتحديد الضوابط والإجراءات المتعلقة بتنفيذ نظام الوكالات التجارية. تتضمن اللائحة عدة مواد تنظم العلاقة بين الوكيل والموكل، وتحدد حقوق والتزامات كل طرف.

أبرز بنود اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

  • شروط تسجيل الوكالة: يجب أن يكون عقد الوكالة مكتوبًا ومصدقًا من الجهات المختصة، ويتضمن تفاصيل الأطراف، ونطاق الوكالة، ومدتها، والمنتجات أو الخدمات المشمولة.
  • التزامات الوكيل: يلتزم الوكيل بتوفير الصيانة وقطع الغيار للمنتجات، وضمان جودة الخدمات المقدمة، والامتثال للأنظمة واللوائح المعمول بها.
  • حقوق الموكل: يحتفظ الموكل بحق مراقبة أداء الوكيل، والتأكد من التزامه بالشروط المتفق عليها، وله الحق في إنهاء العقد في حال الإخلال بالالتزامات.
  • إجراءات إنهاء العقد: تحدد اللائحة الإجراءات الواجب اتباعها عند إنهاء عقد الوكالة، بما في ذلك الإشعارات المسبقة والتسويات المالية.

أبرز التعديلات على اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

شهدت اللائحة عدة تحديثات تهدف إلى تعزيز التنافسية وتحسين بيئة الأعمال، أبرزها:

  • إلغاء الحصرية المطلقة: أُتيح للموردين تعيين أكثر من وكيل لنفس المنتج داخل المملكة، مما يعزز المنافسة ويمنع الاحتكار.
  • إتاحة المجال للشركات الأجنبية المملوكة بالكامل للسعوديين: يمكن الآن تسجيل وكالة تجارية باسم شركة سعودية مملوكة بالكامل، حتى لو كانت تابعة لكيان أجنبي، بشرط أن يكون الوكلاء سعوديي الجنسية أو الكيان سعوديًا بالكامل.
  • تسهيل إجراءات التسجيل والتجديد: أصبحت الإجراءات إلكترونية بالكامل عبر منصة وزارة التجارة، مما قلل من البيروقراطية وسرّع عمليات القبول والرفض.
  • إلزام الوكيل بتوفير خدمات ما بعد البيع والصيانة وقطع الغيار: تم تعزيز حقوق المستهلك عبر تشديد الالتزام بهذه النقاط وضمان استمرارها حتى بعد انتهاء عقد الوكالة لفترة معينة.
  • تحديد آليات إنهاء العقد وتحديد المسؤوليات المالية: حُدّدت شروط واضحة لإشعار الطرف الآخر وإنهاء العلاقة التعاقدية، مع إلزام الوكيل برد ما له وما عليه من التزامات مالية أو بضائع.

هذه التعديلات تعكس توجه المملكة نحو الانفتاح الاقتصادي وزيادة التنافسية، دون الإخلال بالضوابط التنظيمية والحقوق التجارية.

اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

عقوبة مخالفة اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

تفرض اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية عقوبات صارمة على المخالفين لضمان الالتزام التام ببنود النظام، وتشمل:

  • الغرامات المالية: تصل العقوبة إلى 500,000 ريال سعودي في حالات مثل:
  • التستر على وكالة غير مسجلة.
  • الامتناع عن تقديم خدمات ما بعد البيع.
  • الإخلال بحقوق المستهلك.
  • إلغاء الترخيص أو تسجيل الوكالة: في حال تكرار المخالفات أو التسبب في أضرار جسيمة للمستهلك أو المورد.
  • نشر العقوبة على نفقة المخالف: يتم نشر الحكم في الصحف المحلية لإعلام الجمهور.
  • الحجز المؤقت على المنتجات أو وقف مزاولة النشاط: خصوصًا إذا ثبت وجود غش أو تضليل مرتبط بمنتجات الوكالة.

العقوبات تهدف إلى حماية السوق والمستهلك معًا، وتعزز من الالتزام بجودة الخدمة المقدمة.

وكالة الأعمال التجارية

تُعتبر وكالة الأعمال التجارية نوعًا من الوكالات التي يُمنح فيها الوكيل الحق في تمثيل الموكل في مجموعة من الأعمال التجارية، مثل التفاوض على العقود، وتوقيع الاتفاقيات، وتحصيل المستحقات، حيث تُستخدم هذه الوكالة بشكل واسع في المجالات التي تتطلب تمثيلًا قانونيًا وتجاريًا موسعًا.

اللائحة التنفيذية لنظام الغش التجاري

تُعد اللائحة التنفيذية لنظام الغش التجاري مكملة لـ اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية، حيث تهدف إلى حماية المستهلكين من المنتجات المغشوشة أو المضللة.

تتضمن اللائحة تعريفًا للغش التجاري، والإجراءات الواجب اتباعها في حال اكتشاف منتجات مغشوشة، والعقوبات المترتبة على المخالفين.

يمكنك التعرف أيضا على: انواع الوكالات

العقوبات المنصوص عليها

  • الغرامات المالية: تصل الغرامة إلى مليون ريال سعودي.
  • السجن: تصل مدة السجن إلى ثلاث سنوات.
  • إغلاق المنشأة: في حال تكرار المخالفة أو وجود خطر على الصحة العامة.
  • نشر الحكم: يتم نشر الحكم في وسائل الإعلام على نفقة المخالف.

اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية

 

ختاما، تُعتبر اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية في السعودية إطارًا قانونيًا مهمًا ينظم العلاقات التجارية بين الوكلاء والموكلين، ويضمن حقوق جميع الأطراف، بما في ذلك المستهلكين. من خلال الالتزام بالشروط والضوابط المحددة في اللائحة، يمكن تحقيق بيئة تجارية عادلة وشفافة تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.

أسئلة شائعة

هل توجد استثناءات من شرط الجنسية السعودية؟

نعم، رغم أن القاعدة العامة تنص على أن يكون الوكيل سعودي الجنسية، إلا أن اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية تُتيح استثناءات معينة، منها:

  • الشركات السعودية ذات الشركاء الأجانب: إذا كانت الشركة مسجلة في المملكة وتملك سجلًا تجاريًا سعوديًا، فيمكنها تسجيل وكالة تجارية حتى إن كان بعض ملاكها من غير السعوديين.
  • الوكالات القائمة قبل التعديلات الجديدة: قد يُسمح لها بالاستمرار وفق شروط انتقالية محددة، مع التزامها بتحديث أوضاعها وفق النظام خلال فترة سماح.
  • الشركات الخليجية: في بعض الحالات، تُعامل شركات مجلس التعاون معاملة الشركات السعودية، ويمكن تسجيل وكالات تجارية باسمها وفق الاتفاقيات الخليجية المشتركة.
  • الترخيص الاستثنائي بموافقة وزارة التجارة: في حالات خاصة، ووفق ضوابط واضحة، يمكن منح استثناءات للكيانات الأجنبية التي تُسهم بشكل فعّال في الاقتصاد السعودي، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والطاقة.

رغم وجود هذه الاستثناءات، إلا أن المملكة ما زالت تُفضل تمكين المواطن السعودي والشركات الوطنية من السيطرة على أنشطة الوكالات التجارية.

كيف تساهم اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية في تعزيز الاستثمار الأجنبي؟

قد ساهمت اللائحة في تهيئة مناخ استثماري آمن وجاذب من خلال عدة جوانب جوهرية، نوجزها فيما يلي:

  • تحرير السوق من الاحتكار وتعزيز التنافسية: ألغت اللائحة الحصرية المطلقة للوكيل المحلي، وأتاحت للمستثمر الأجنبي فرصة التوسع وتعيين أكثر من وكيل داخل المملكة، مما:
    • يقلل من التكاليف التشغيلية المرتفعة المرتبطة بالوكيل الحصري.
    • يمنح المستثمر حرية أكبر في اختيار الشركاء والجهات الممثلة له.
    • يشجع دخول شركات عالمية جديدة إلى السوق السعودي.
  • توفير بيئة قانونية واضحة وشفافة: من خلال تحديد بنود دقيقة للعلاقات التعاقدية، مثل:
    • آلية إنهاء العلاقة التعاقدية.
    • مسؤوليات ما بعد البيع وخدمة المستهلك.
    • الحقوق والواجبات المالية.
  • سهولة الإجراءات عبر المنصات الإلكترونية: أصبح بإمكان الشركات الأجنبية تسجيل الوكالات التجارية وتحديث بياناتها إلكترونيًا عبر منصة وزارة التجارة، مما:
    • يقلل من التعقيدات الإدارية.
    • يُسرّع دورة دخول المستثمر إلى السوق.
    • يعكس تطور البنية الرقمية في السعودية، وهو عامل مهم لجذب الاستثمارات.
  • الربط مع الأنظمة التجارية الأخرى: تتكامل اللائحة التنفيذية لنظام الوكالات التجارية مع أنظمة أخرى داعمة للاستثمار، مثل:
    • نظام الشركات الجديد، الذي يسمح بإجراءات تأسيس مرنة.
    • نظام الاستثمار الأجنبي، الذي يمنح العديد من الإعفاءات.
    • اللائحة التنفيذية لنظام الغش التجاري، التي تحمي العلامات التجارية الأجنبية من التزوير.
    • هذا التكامل يعطي صورة إيجابية عن السوق السعودي كمكان منظم وآمن للأعمال التجارية.
  • تمكين المستثمر من التحكم الكامل بعلامته التجارية
    • لم يعد المستثمر الأجنبي مضطرًا لمنح الوكيل المحلي صلاحيات مطلقة، بل بإمكانه الآن وضع اشتراطات محددة وضمانات قانونية تحفظ علامته التجارية وخطته التسويقية، مما يضمن نموًا مستدامًا لأعماله دون التعرّض لمخاطر تشويه السمعة أو ضعف الخدمات.
  • تشجيع الشراكات الاستراتيجية: مع وضوح الأنظمة وتحرير سوق الوكالات، أصبح من الممكن للمستثمر الأجنبي أن:
    • يُقيم شراكات مرنة مع كيانات سعودية.
    • يدخل السوق عبر نماذج متعددة مثل الامتياز التجاري أو التوزيع الحصري المؤقت.
    • يستفيد من الحوافز الحكومية للمشاريع التي تنقل التقنية وتوفر الوظائف.

 

للتواصل مع أفضل محامي في مكة ، وطرح ما لديك من تساؤلات عليه لا تتردد بالتواصل معنا


المصادر:

نظام التوثيق